الحسين وهما بين يديها ( عليها السلام ) فتقول اين أبوكما الّذي كان يكرمكما ويحملكما مرّة بعد مرّة أين أبوكما كان أشدّ النّاس شفقة عليكما فلا يدعكما تمشيان على الأرض ؟ فإنّا لله وأنّا إليه راجعون فقد والله جدّكما وحبيب قلبي ولا أراه يفتح هذا الباب أبداً ولا يحملكما على عاتقه كما لم يزل يفعل بكما ثمّ مرضت مرضاً شديداً ومكثت أربعين ليلة في مرضها إلى أن توفّيت صلوات الله عليها . ( 1 ) [ 249 ] - 15 - روى الكلينيّ : عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : عاشت فاطمة ( عليها السلام ) بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً لم تر كاشرة ولا ضاحكة . تأتي قبور الشّهداء في كلّ جمعة مرّتين : الاثنين والخميس فتقول : هيهنا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هيهنا كان المشركون . ( 2 ) [ 250 ] - 16 - قال الصّدوق : روى أنّه لمّا قبض النّبيّ امتنع بلال من الأذان وقال : لا أؤذّن لأحد بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنّ فاطمة ( عليها السلام ) قالت ذات يوم : إنّي أشتهي أن أسمع صوت مؤذّن أبي ( عليه السلام ) بالأذان فبلغ ذلك بلالا فأخذ في الأذان ، فلمّا قال : " الله أكبر ، الله أكبر " ذكرت أباها ( عليه السلام ) وأيّامه فلم تتمالك من البكاء فلمّا بلغ إلى قوله : " أشهد أنّ محمّداً رسول الله " شهقت فاطمة ( عليها السلام ) شهقة وسقطت لوجهها وغشى عليها . ( 3 ) [ 251 ] - 17 - روى الكلينيّ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة قال : سأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) بعض أصحابنا عن الجفر فقال : هو جلد ثور مملوء علماً ، قال له : فالجامعة ؟ قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً في عرض
1 . روضة الواعظين : 150 ، المناقب لابن شهر آشوب 3 : 362 مع تفاوت وتلخيص ، تسلية المجالس وزينة المجالس 1 : 567 . 2 . الكافي 3 : 228 و 4 : 561 . 3 . من لا يحضره الفقيه 1 : 297 ح 907 ، عنه البحار 43 : 157 ح 7 والعوالم 6 : 234 ح 2 مضى تمام الحديث في مقتل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .