responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة شهادة المعصومين ( ع ) نویسنده : لجنة الحديث في معهد باقر العلوم ( ع )    جلد : 1  صفحه : 114


وهي ( عليها السلام ) تنادي وتندب أباه : وا أبتاه ، وا صفيّاه ، وا محمّداه ! وا أبا القاسماه ، وا ربيع الأرامل واليتامى ، من للقبلة والمصلّى ، ومن لابنتك الوالهة الثّكلى .
ثمّ أقبلت تعثر في أذيالها ، وهي لا تبصر شيئاً من عبرتها ومن تواتر دمعتها حتّى دنت من قبر أبيها محمّد ( صلى الله عليه وآله ) فلمّا نظرت إلى الحجرة وقع طرفها على المأذنة فقصرت خطاها ، ودام نحيبها وبكاها ، إلى أن أُغمى عليها ، فتبادرت النّسوان إليها فنضحن الماء عليها وعلى صدرها وجبينها حتّى أفاقت ، فلمّا أفاقت من غشيتها قامت وهي تقول :
رفعت قوّتي ، وخانني جلدي ، وشمت بي عدوّى ، والكمد قاتلي ، يا أبتاه بقيت والهة وحيدة ، وحيرانة فريدة ، فقد انخمد صوتي ، وانقطع ظهري ، وتنغّص عيشي ، و تكدّر دهري ، فما أجد يا أبتاه بعدك أنيساً لوحشتي ، ولا رادًّا لدمعتي ولا معيناً لضعفي ، فقد فني بعدك محكم التنزيل ، ومهبط جبرئيل ، ومحلّ ميكائيل انقلبت بعدك يا أبتاه الأسباب ، وتغلّقت دوني الأبواب ، فأنا للدّنيا بعدك قالية وعليك ما تردّدت أنفاسي باكية ، لا ينفد شوقي إليك ، ولا حزني عليك .
ثمّ نادت : يا أبتاه وا لبّاه ، ثمّ قالت :
إنّ حزني عليك حزن جديد * وفؤادي والله صبُّ عنيد كلّ يوم يزيد فيه شجوني * واكتيابي عليك ليس يبيد جلّ خطبى فبان عنّي عزائي * فبكائي كلّ وقت جديد انّ قلباً عليك يألف صبراً * أو عزاءً فانّه لجليد ثمّ نادت : يا أبتاه انقطعت بك الدّنيا بأنوارها ، وزوت زهرتها وكانت ببهجتك زاهرة ، فقد اسودّ نهارها ، فصار يحكى حنادسها رطبها ويابسها ، يا أبتاه لا زلت آسفة عليك إلى التّلاق ، يا أبتاه زال غمضي منذ حقّ الفراق ، يا أبتاه من للأرامل و المساكين ، ومن للأمّة إلى يوم الدّين ، يا أبتاه أمسينا بعدك من المستضعفين يا أبتاه أصبحت النّاس عنّا معرضين ولقد كنّا بك معظّمين في النّاس غير مستضعفين فأيُّ دمعة لفراقك لا تنهمل وأيّ حزن بعدك عليك لا يتّصل ، وأيّ جفن بعدك بالنّوم

114

نام کتاب : موسوعة شهادة المعصومين ( ع ) نویسنده : لجنة الحديث في معهد باقر العلوم ( ع )    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست