في قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والفضل بن العبّاس وقثم وشقران ، ولهذا قال أمير المؤمنين : أنا الأوّل وأنا الآخر . ( 1 ) وقبره بالمدينة في حجرته الّتي توفّى فيها وكان قد أسكنها في حياته عائشة بنت أبى بكر بن أبي قحافة ، فلمّا قبض النّبيّ ( صلى الله عليه وآله ) اختلف أهل بيته ومن حضر من أصحابه في الموضع الّذي ينبغي أن يدفن فيه ، فقال بعضهم : يدفن بالبقيع وقال آخرون : يدفن في صحن المسجد ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنّ الله لم يقبض نبيّه إلاّ في أطهر البقاع فينبغي أن يدفن في البقعة الّتي قبض فيها ، فاتفقت الجماعة على قوله ( عليه السلام ) ودفن في حجرته على ما ذكرناه . ( 2 ) [ 144 ] - 19 - قال المفيد : ولمّا صلّى المسلمون عليه أنفذ العبّاس بن عبد المطّلب برجل إلى أبي عبيدة بن الجرّاح يحفر لأهل مكّة ويضرح ( 3 ) وكان ذلك عادة أهل مكّة ، وأنفذ إلى زيد ابن سهل وكان يحفر لأهل المدينة ويلحد ، فاستدعاهما وقال : اللّهمّ خِر لنبيّك ; فوجد أبو طلحة زيد بن سهل وقيل له ، احفر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فحفر له لحداً ودخل أمير المؤمنين والعبّاس بن عبد المطّلب والفضل بن العبّاس وأسامة بن زيد ليتولّوا دفن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فنادت الأنصار من وراء البيت ، يا عليّ أنّا نذكّرك الله وحقّنا اليوم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يذهب أدخل منّا رجلا يكون لنا به حظّ من مواراة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ليدخل أوس بن خولى وكان بدريّاً فاضلا من بني عوف من الخزرج ، فلمّا دخل قال له عليّ ( عليه السلام ) : انزل القبر ، فنزل ووضع أمير المؤمنين رسول الله عليهما الصّلاة والسّلام على يديه ودلاّه في حفرته فلمّا حصل في الأرض قال له : اخرج ، فخرج ، ونزل على ( عليه السلام ) القبر فكشف عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووضع خدّه على الأرض موجها إلى القبلة على يمينه ثمّ وضع عليه اللّبن وأهال عليه التّراب .
1 . المعجم الكبير 3 : 64 ضمن حديث 2676 ، حلية الأولياء 4 : 78 . 2 . التهذيب 6 : 2 ، روضة الواعظين : 71 ، المناقب لابن شهر آشوب 1 : 240 مع اختلاف في الالفاظ . 3 . اى يعمل الضريح وهو الشق في وسط القبر .