نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 75
صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة * ولم نر مهدياً على الجذع يصلب وقستم بعثمان علياً سفاهة * وعثمان خير من علي وأطيب أقول : حفنة من التراب في فيه فان زيداً إنما صلب دفاعاً عن حقوق المظلومين والمضطهدين . ولما بلغ هذا الشعر الامام أبا عبد الله الصادق تألم أشد ما يكون التألم ورفع يديه بالدعاء قائلاً : " اللهم ان كان عبدك كاذباً فسلط عليه كلبك " واستجاب الله دعاء الامام فافترسه أسد وهو يدور في سكك الكوفة ولما انتهى خبره إلى الامام سجد لله شاكراً وهو يقول : الحمد لله الذي أنجزنا وعده [1] . وسخط المسلمون لمقتل الشهيد العظيم زيد ، ونقموا على بني أمية أشد ما تكون النقمة فقد انتهكوا في قتله حرمة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) التي هي أولى بالرعاية والعطف من كل شئ . لقد كانت فاجعة زيد المروعة من الاحداث الجسام التي ذعر منها المسلمون ، واستعظموها وقد اندفع شعراؤهم إلى رثائه بما صور مدى الحزن واللوعة التي مني بها المسلمون ، يقول الفضل بن العباس : الا يا عين لا ترقي وجودي * بدمعك ليس ذا حين الجمود غداة ابن النبي أبو حسين * صليب بالكناسة فوق عود يظل على عمودهمُ ويمسي * بنفسي أعظمٌ فوق العمود تعدى الكافر الجبار فيه * فأخرجه من القبر اللحيد فظلوا ينبشون أبا حسين * خضيباً بينهم بدم جسيد فطال به تلعبهم عتواً * وما قدروا على الروح الصعيد وجاور في الجنان بني أبيه * وأجداداً همُ خير الجدود فكم من والد لأبي حسين * من الشهداء أو عم شهيد