نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 74
والمحرومين الذين كفرت السلطة الأموية بجميع حقوقهم . ويقول المؤرخون : إن أصحاب زيد حاروا في أمر مواراة جثمانه خوفاً عليه من السلطة التي لا تتورع عن التمثيل الآثم به ، وبعد المداولة صمموا على مواراته في نهر هناك ، فانطلقوا إلى النهر فقطعوا ماءه وحفروا فيه قبراً وواروا الجسد الطاهر فيه ، ثم أجروا الماء ، وانصرفوا وهم يذرفون الدموع على القائد العظيم الذي تبنى حقوق المظلومين والمضطهدين . وكان مع أصحاب زيد أحد عيون السلطة يراقب تحركاتهم ، فبادر مسرعاً إلى الكوفة واخبر حاكمها بموضع الدفن ، فأمر بنبش القبر واخراج الجثمان الشريف منه فأخرج ، وحمل إلى قصر الكوفة ، وأمر بصلبه منكوساً في سوق الكناسة وعمدوا إلى احتزاز رأسه الشريف ، وارسل إلى طاغية الشام هشام بن عبد الملك . وأمر الطاغية بنصب الرأس الشريف على باب دمشق ، ثم أُرسل إلى المدينة [1] فنصب عند قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوماً وليلة [2] ثم أرسله إلى مصر ، كل ذلك لإذاعة الخوف والارهاب بين الناس ، واعلامهم على قدرة السلطة على سحق أية معارضة تقوم ضدها . وكتب طاغية دمشق إلى السفاك يوسف بن عمر حاكم الكوفة بأن يبقي زيداً مصلوبا ، ولا ينزله عن خشبته قاصداً بذلك اذلال العلويين والاستهانة بشيعتهم ، وقد فاته ان ذلك قد أوقد نار الثورة في نفوسهم ، وزادهم عزماً وتصميماً على التضحية في سبيل مبادئهم . وقد افتخر الأمويون بابقاء جثة زيد مصلوبة ، وقد اغتر بذلك وغد من عملائهم وهو الحكيم بن عياش بقوله :