نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 66
بن علي فضرب أبو جعفر على كتفه وقال له : " هذا سيد بني هاشم إذا دعاكم فأجيبوه وإذا استنصركم فانصروه " [1] . ودل ذلك على دعوة الامام إلى نصرته والذب عنه ، والحكم بشرعية ثورته . 3 - روى المؤرخون عن رجل من بني هاشم قال : كنا عند محمد بن علي بن الحسين وأخوه زيد جالس فدخل رجل من أهل الكوفة فقال له محمد بن علي : إنك لتروي طرائف من نوادر الشعر فكيف قال الأنصاري لأخيه ؟ فأنشده : لعمرك ما أن أبو مالك * بوان ولا بضعيف قواه ولا بألد له نازع * يعادي أخاه إذا ما نهاه ولكنه غير مخلافة * كريم الطبائع حلو ثناه وإن سدته سدت مطواعة * ومهما وكلت إليه كفاه فوضع أبو جعفر يده على كتف زيد وقال له : " هذه صفتك يا أخي وأعيذك بالله أن تكون قتيل العراق " [2] . ومعنى هذه الأبيات التي وصف بها الامام أخاه انه كان قوي الشكيمة صلب الإرادة ، ماضي العزيمة ، وانه منقاد لأخيه ، كريم في طباعه ، وإنه مهما وكل إليه من أمر عظيم فإنه أهل للقيام به ، ولا يتصف بهذه الصفات إلا أفذاذ الناس ، وعمالقة الدهر . لقد أضفى الامام ( عليه السلام ) على أخيه اسمى النعوت ، ومنحه وده الخالص ، ولم يكن بذلك مدفوعاً بدافع الأخوة فان مقامه الروحي بعيد كل البعد من الاندفاع وراء العواطف والرغبات ، وإنما رأى أخاه من أروع صور التكامل الانساني فمنحه هذا اللون من الود والتكريم .