responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 476


يحلُّ لك تركه ، وقصّ عليه ما رأى ، وكتب عبد الملك إلى عامل المدينة ، أن ابعث إلىّ محمّد بن علي مقيّداً وقال لزيد : أرأيتك إن وليّتك قتله قتلته ؟ قال : نعم .
قال : فلما انتهى الكتاب إلى العامل أجاب عبد الملك : ليس كتابي هذا خلافاً عليك يا أمير المؤمنين ، ولا أردُّ أمرك ، ولكن رأيت أن أُراجعك في الكتاب نصيحة لك ، وشفقة عليك ، وإنّ الرجل الذي أردته ليس اليوم على وجه الأرض أعفّ منه ولا أزهد ولا أورع منه ، وإنّه ليقرء في محرابه ، فيجتمع الطير والسّباع تعجّباً لصوته وإنّ قراءته كشبه مزامير داود ، وإنّه من أعلم الناس ، وأرقّ الناس وأشدّ النّاس اجتهاداً وعبادة ، وكرهت لأمير المؤمنين التعرّض له فإنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم .
فلمّا ورد الكتاب على هشام ، سرّ بما أنهى إليه الوالي وعلم أنّه قد نصحه فدعا بزيد بن الحسن فأقرأه الكتاب ، فقال : أعطاه وأرضاه ، فقال عبد الملك :
فهل تعرف أمراً غير هذا ؟ قال : نعم عنده سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسيفه ، ودرعه ، وخاتمه ، وعصاه ، وتركته ، فاكتب إليه فيه ، فإن هو لم يبعث به فقد وجدت إلى قتله سبيلاً .
فكتب هشام عبد الملك إلى العامل أن احمل إلى أبي جعفر محمّد بن علىّ ألف ألف درهم ، وليعطك ما عنده من ميراث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فأتى العامل منزل أبي فأقرأه الكتاب فقال : أجّلني أيّاماً قال : نعم ، فهيأ أبي متاعاً ثم حمله ودفعه إلى العامل ، فبعث به إلى هشام عبد الملك ، وسرّ به سروراً شديداً فأرسل إلى زيد ، فعرض عليه ، فقال زيد : والله ما بعث إليك من متاع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قليلاً ولا كثيراً ، فكتب هشام عبد الملك إلى أبي ، إنّك أخذت مالنا ، ولم ترسل الينا بما طلبنا .
فكتب إليه أبي : إنّي قد بعثت إليك بما قد رأيت فإن شئت كان ما طلبت ،

476

نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست