responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 44


في ظل جده وأبيه ( عليهما السلام ) :
وتبدأ حياة الإمام الباقر ( عليه السلام ) في سنيّها الأُولى في كنف جده الحسين ( عليه السلام ) الذي عني بتربيته ، وأفرغ عليه أشعة من روحه المقدسة ، وغذّاه بالمُثل الكريمة ، وأفاض عليه ما استقرّ في نفسه من نور النبوة ، وهدي الرسالة ، وخلق السماء .
وهكذا يترعرع المولود في حجر سيد شباب أهل الجنة ، وريحانة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي ما زال يوسعه لثماً وتقبيلاً ، ويوليه عناية خاصة ؛ ليُشعر الأُمة بأنّ النبيّ الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ينتظر منه القيام بدوره القيادي بأن يُفجّر في ربوع أُمته ينابيع الحكمة ، ويذيع فيها العلم ، ويهديها إلى سواء السبيل [1] .
ولم تسمح الظروف للصبي بأن يواصل رؤية جده أكثر من أعوامه الأربعة الأُولى ، التي عاشها في ظله الشريف . فيحمل أبىُّ الضيم الحسين بن علي ( عليهما السلام ) حفيده معه إلى كربلاء مع من حمل ؛ ليعطيه دروساً بليغة حية في الصلابة والثبات في مقارعة الظلم والظالمين ، ولو أنه لم يكن يدرك تلك المعاني بعد . .
إلاّ أنه سرعان ما وعى تلك الحقيقة بعد أن ظلت أحداث كربلاء ، وما تلاها من مآس وآلام راسخة في ذهنه . حيث روى ( عليه السلام ) الكثير من فصول الواقعة ، ممّا عَلِقَ في ذهنه الشريف ( عليه السلام ) يومذاك ، وما كان سَمِعَهُ من أبيه السجاد ( عليه السلام ) وهو أكبر هاشمي من الرجال بقي على قيد الحياة ممّن أتى مع ركب الحسين ( عليه السلام ) كما روى المؤرخون عنه بعضاً من فصول الواقعة ، كالطبري الذي روى بسنده عن الباقر ( عليه السلام ) بعض صور تلك المأساة المروعة ، وألّف جماعة آخرون من أعلام أصحابه ( عليه السلام ) كتباً في مقتل الحسين ، حيث دوّنوا فيها ما سمعوه منه ( سلام الله



[1] حياة الامام محمد الباقر ( عليه السلام ) / باقر شريف القرشي 1 : 31 .

44

نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست