نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 362
وهكذا كل الدعوات الإلهية . فإن المبدأ الأول الذي كانت تنادي به وتدعو إليه هو التوحيد ، ثم عليه تبتني الكثير من المفاهيم العقيدية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية . وطلب جابر بن يزيد الجعفي من الإمام أبي جعفر ( عليه السلام ) أن يعلمه شيئاً من التوحيد فقال ( عليه السلام ) : " إنّ الله تباركت أسماؤه التي يُدعى بها ، وتعالى في علو كنهه . واحد توحّد بالتوحيد في توحده ، ثم أجراه على خلقه ، فهو واحد صمد ، قدوس يعبده كل شئ ويصمد إليه كل شئ ، ووسع كل شئ علماً . " . ومن المسائل التي بحثها الإمام ( عليه السلام ) والتي تتعلق بهذا الأمر ما يلي : أ - إدراك حقيقة الذات الإلهية : وهي من المسائل الخطيرة التي رافقت الانسان منذ اليوم الأول الذي أخذ يجول بفكره في هذا العالم ، ثم اهتدى إلى وجوب وجود خالق للعالم والكون - من هنا برز التفكير أيضاً بحقيقة هذا الخالق وكنهه - وحتى الذين آمنوا بوجود الخالق الواحد لم يمنعهم إيمانهم من التفكير طويلاً في ذات الله تبارك وتعالى وتصورها على حسب الأشياء والمحسوسات . إنّ البصر ينقلب خاسئاً وهو حسير في تصوره لذات الله تعالى خالق الكون وواهب الحياة ، يقول ابن أبي الحديد : فيك يا أعجوبة الكون * غدا الفكر عليلاً كلما أقدم فكري * فيك شبراً فَر ميلاً أنت حيرت ذوي الل * بّ وبلبلت العقولا إنه ليس هناك شئ أبعد من إدراك ذات الله تعالى فإنها تمتنع على العقول وتعجز من أن تلم بأي جانب من جوانبها ، وقد سأل عبد الرحمن
362
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 362