نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 320
" الكمال كل الكمال التفقه في الدين ، والصبر على النائبة ، وتقدير المعيشة " [1] . إنّ التفقه في الدين مما يحفظ توازن الإنسان وسلوكه ، ويبعده عن اقتراف أي شذوذ أو انحراف عن الدين . وحث ( عليه السلام ) أهل العلم بتطبيق ما علموه على واقع حياتهم ، يقول ( عليه السلام ) : " إذا سمعتم العلم فاستعملوه ، ولتتسع قلوبكم ، فإنّ العلم إذا كثر في قلب رجل لا يحتمله قَدَر الشيطان عليه ، فإذا خاصمكم الشيطان ، فاقبلوا عليه بما تعرفون ، فإنّ كيد الشيطان كان ضعيفاً ، فقال له ابن أبي ليلى : وما الذي نعرفه ؟ قال ( عليه السلام ) : خاصموه بما ظهر لكم من قدرة الله عز وجل " [2] . والمعرفة شرط في قبول العمل ، فمن يعمل من دون معرفة الله ولا للواجب الذي يؤديه فلا أثر لعمله قال ( عليه السلام ) : " لا يقبل عمل إلاّ بمعرفة ، ولا معرفة إلاّ بعمل ، ومن عرف دلته معرفته على العمل ، ومن لا يعرف فلا عمل له " [3] . وحذر الإمام أبو جعفر ( عليه السلام ) من المباهاة والافتخار بطلب العلم ، وحث أهل العلم أن يجهدوا نفوسهم على التقرب به إلى الله ، وأن يلتمسوا به الدار الآخرة قال ( عليه السلام ) : " من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء ، أو يعرف به وجوه الناس فليتبوأ مقعده من النار ، إنّ الرياسة لا تصلح إلاّ لأهلها " [4] . إنّ هذه الدواعي الفاسدة ، والأغراض السقيمة لتحبط الأجر الجزيل الذي أعده الله لطالب العلم الذي هو داعية الله في الأرض ، وعليه إن أراد النجاح في الدنيا والسعادة في الآخرة أن يخلص في نيته للهِ ، ولا يبتغي غير وجهه .
[1] أصول الكافي 1 / 32 . [2] أصول الكافي 1 / 45 . [3] تحف العقول / 294 . [4] أصول الكافي 1 / 47 ، جامع السعادات 1 / 106 .
320
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 320