نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 316
فقامت مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) التي كان الإمام الباقر ( عليه السلام ) المباشر الأول في إيضاح معالمها وتحديد منابع أُصولها الفكرية والتشريعية ، ومن ثم جاء بعده الإمام الصادق ( عليه السلام ) ليكمل مسيرة أبيه الباقر ( عليه السلام ) ويبلور التشيع ويوسع في حدود الجامعة الاسلامية الكبرى كماً وكيفاً ، حتى حملت تلك الجامعة اسم الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) بعد إرهاصات ومخاضات عسيرة مرت بها عبر قرون عديدة . وبكلمة موجزة يمكن تحديد معالم هذه المدرسة ، من حيث مصادر التشريع التي تعتمد عليها ، وهي الاستناد على الحجة ودليل العقل . كما تذهب مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى القول بعصمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في تبليغ أحكام الله وحدوده ، وحجية حديثهم وروايتهم ، مستندين في ذلك ومستدلين عليه بآية التطهير من كتاب الله في الدلالة على عصمتهم ( عليهم السلام ) ونزاهتهم من المعاصي والكذب والافتراء على الله ورسوله ، وبحديث الثقلين الذي يتفق الفريقان على صحته في الدلالة على حجية حديث أهل البيت ( عليهم السلام ) واعتباره امتداداً ورواية صادقة لحديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) [1] . كان هذا عرضاً موجزاً لعمليات الصراع والمواجهة بين مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) وبين المدارس والتيارات الفكرية التي أخذت بالنمو والظهور على سطح الواقع الاسلامي كزَبَدِ البحر ما لبث بعضها أن ذهب جفاءً ، وبقي ما ينفع من مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ومدرستهم الخالدة التي امتازت في عصر الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) بمعارفها وسعة أُفقها . ففي حقل المعرفة كان الإمام الباقر ( عليه السلام ) يمتلك المضامين العلمية والمعارف ، فالمتتبع للتراث الباقري في كتب التاريخ والسنن والآثار يدرك أنّ فكر الإمام الباقر ( عليه السلام ) - بحكم كونه نسخة صادقة لرسالة الله عزّ وجل - وقد كان