نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 308
العصور ، حركة علمية ضخمة امتدت على مساحة واسعة من الأرض بعد أن كانت محصورة في مساجد المدينة المنورة والكوفة والبصرة ، وشملت علوماً ومعارف مختلفة تعدّت علم الحديث والفقه والتفسير ، كما وسّعت من أفق هذه العلوم الثلاثة التي كانت تحظى باهتمام المسلمين آنذاك أكثر من غيرها . وقد سبق أن ذكرنا أنّ دور الإمام الباقر ( عليه السلام ) ومهمته الرئيسة اتجهت في هذه المرحلة إلى استثمار جهود وإنجازات آبائه الطاهرين وتضحياتهم العظيمة ، وذلك بتوضيح الإطار التفصيلي للتشيع ، وإبراز ملامحه المتميزة ، وإعطائه البُعد الحقيقي على أنه التمثيل الواقعي للإسلام الأصيل عقيدة ومعالجته لمجمل شؤون الحياة فكراً . وهكذا أخذ الإمام أبو جعفر ( عليه السلام ) زمام المبادرة في رسم الخطة وسار الأئمة ( عليهم السلام ) من بعده عليها باعتبارهم قادة الأُمّة ، وحفظة الشريعة ، وحملة علوم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، من طور النشاط المحدود بالنسبة إلى الظروف الخاصة آنذاك إلى مستوى عالمية الرسالة ، وذلك بتنمية مجمل الكيان الشيعي كماً ونوعاً ، عبر إجراءات متعددة اتخذها الإمام لتحقيق مهامه السماوية باعتبار أن الإمامة وشؤونها منصب سماوي لا دخل للإنسان فيه بأي حال من الأحوال ، مثلها مثل النبوة والرسالة . ونجمل إجراءات الإمام وممارساته في هذا المجال بطريقين : الأول : طريق التثقيف الموسع من داخل مدرسته التي أسسها لهذا الغرض ؛ لتزويد علمائها وطلابها بالعلوم الإسلامية وآدابها . فقد كان الإمام الباقر ( عليه السلام ) المرجع الوحيد للعالم الإسلامي في عصره لعلوم الشريعة ، وكان علماء عصره يتصاغرون أمامه اعترافاً منهم بسمو منزلته العلمية التي لا يدانيها أحد . وكانت مدرسته مدعاة لتخريج المئات من العلماء والمحدثين . يقول
308
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 308