نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 307
شرق البلاد وغربها في ثلث قرن من الزمن تقريباً لا أكثر . وشاء الله لمذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) وفقههم فقه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الذي أخذه عن الرسول ( عليه السلام ) بلا واسطة أن ينسبا إلى حفيده جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) الذي اشترك مع أبيه ( عليه السلام ) في تأسيس جامعته واستقل بها بعد وفاته ، لا لأن له رأياً في أُصول المذهب أو فقهه يختلف فيهما عن آبائه وأحفاده ، وهو القائل : حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي حديث رسول الله وحديث رسول الله هو قول الله ، لا لذلك ، بل لأنه وأباه تهيأ لهما ما لم يتهيأ لغيرهما واستطاعا في تلك الفترة القصيرة المشحونة بالأحداث التي كانت كلها لصالحهما - إلى حد ما - أن يملأ شرق الأرض وغربها بآثار أهل البيت وفقههم ، ويحققا ما لم يتيسر تحقيقه لمن سبقهما ومن جاء بعدهما ؛ لذلك نسبا إلى الإمام الصادق كما يبدو ذلك لكل من تتبع آراء أهل البيت في فقههم ومعتقداتهم [1] . وكما أن الدنيا مدينة اليوم لخاتم الرسل وسيد الكائنات محمد المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ، لما أنقذها من أسر العبودية ، وانتشلها من ظلمات الجهل والتخلف والانحطاط ، وثبت أقدام الناس ودلّهم على الطريق السوي . . وهداهم إلى الصراط المستقيم ، فكانوا خير أُمّة أُخرجت للناس ، كذلك هي مدينة لآل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لما حمّل الأُمّة صلوات الله وسلامه عليه كلّ الأُمّة بلا استثناء ، ودون حدود زمنية ، من حفظ عترته أهل بيته من بعده ، والتمسك بحبل ولائهم ، ومعاداة أعدائهم . والأُمّة مدينة بالأخص للإمامين الصادقين : محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) ، لما فتحا عليها من آفاق العلم والمعرفة ، إذ دخلا دنيا العلوم من أوسع أبوابها الرحبة ، حتى نشأت في عصريهما وما تلاهما من
[1] سيرة الأئمة الاثني عشر / هاشم معروف الحسني 2 : 194 - 195 .
307
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 307