نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 298
ومن بعد قام خليفتاه الإمامان الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، في نشر علوم آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وبعد فاجعة الطف وعودة الإمام السجاد ( عليه السلام ) إلى المدينة المنورة ، باشر في بناء مدرسة فقه آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) على الأُسس التي تركها اسلافه الكرام على رغم الإرهاب الفكري والإرعاب السياسي الملحد ، الذي أشاعه الحكم الأموي المنحرف حينذاك . وبعد التحاق الإمام زين العابدين علي بن الحسين السجاد ( عليهما السلام ) بالرفيق الأعلى قام بالأمر من بعده الإمام أبو جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) خير قيام في توسعة المدرسة الفقهية وأنظمّ إلى مدرسته فطاحل العلماء في عصره من مختلف الميول والاتجاهات لينهلوا من نمير علمه وسعة اطلاعه ومعارفه . وقد أحصيت من تلاميذه ما يربو على الخمسمائة ، سأترجم لبعضهم واذكر البعض الآخر . وقد توسعت مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) وبلغت أوجها في عصر الإمام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) وذلك في فترة التطاحن السياسي وانقراض الحكم الأموي وبداية نهوض الحكم العباسي ، واستمر أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في أداء رسالتهم في نشر العلوم وتثبيت قواعد شريعة السماء ، وقد تركوا تراثاً لا ينسى وبصمات لا تمحى وبقيت آثارها إلى يومنا هذا ، على رغم تتابع الحكم المنحرف والمعادي لخط أهل البيت وشيعتهم ، إلاّ في بعض الفترات التي حكم فيها بعض الولاة الموالين لخط أهل البيت ( عليهم السلام ) . وسنحاول بقدر الإمكان ترجمة العصر الذي عاشه الإمام أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) ومدرسته وتلامذته ، ورواة أحاديثه ( عليه السلام ) . ومنه سبحانه استمد العون والتوفيق .
298
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 298