نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 250
عمله ، وطهرت نفسه ، وشرفت أخلاقه ، وعمرت بطاعة الله أوقاته ، ورسخت في مقام التقوى قدمه ، وظهرت عليه سمات الازدلاف ، وطهارة الاجتباء . * وأما ابن أبي الحديد فقال في شرح النهج : كان محمد بن علي بن الحسين سيد فقهاء الحجاز ، ومنه ومن ابنه جعفر تعلم الناس الفقه [1] . * ولما قيل لعمر بن عبد العزيز إنّ علي بن الحسين قد رحل عن دنيا الناس إلى جوار ربه ، قال : لقد ذهب سراج الدنيا وجمال الإسلام وزين العابدين ، فقيل له : لقد ترك ولده أبا جعفر وفيه بقية ، فكتب إليه كما جاء في رواية اليعقوبي ، كتاباً يختبره فيه ، فأجابه الإمام أبو جعفر الباقر جواباً يعظه فيه ، فقال عمر : اخرجوا لي كتابه إلى سليمان ، فأخرج اليه فوجدوه قد كتب إليه يقرظه ويمدحه ، فانفذ عمر بن عبد العزيز إلى عامله في المدينة وقال له : أحضر محمد بن علي وقل له هذا كتابك إلى سليمان تقرظه وتمدحه وهذا كتابك إلى عمر بن عبد العزيز مع ما اظهر من العدل والإحسان تعظه وتخوفه ، فأحضره العامل وأخبره بما كُتب إليه ، فقال الباقر ( عليه السلام ) : إنّ سليمان كان جباراً فكتبت إليه بما يكتب إلى الجبارين ، وإن صاحبك أظهر العدل والإحسان ، فكتبت إليه بما يكتب إلى المحسنين فكتب إليه عامل المدينة بجواب الإمام ( عليه السلام ) ، فلما قرأه قال : إنّ أهل هذا البيت لا يخليهم الله من فضل . * وقال فيه محيي الدين بن شرف النووي المتوفى سنة 676 كما جاء في مرآة الجنان : محمد بن علي بن الحسين القرشي الهاشمي المعروف بالباقر سمي بذلك ، لأنه بقر العلم أي شقه فعرف أصله وخفاياه وهو تابعي جليل وإمام بارع مجمع على جلالته معدود في فقهاء المدينة وأئمتهم سمع جابراً وأنساً وجماعات من كبار التابعين ، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار الأعرج والزهري وربيعة الرأي وجماعة آخرون من