responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 238


خلافته ، فهمّ به وأطرق إلى الأرض إطراقة يتروى فيه ، وأنا وأبي واقفان حذاه موجهان نحوه ، فلما طال وقوفنا غضب أبي وهم به وكان أبي إذا غضب نظر إلى السماء نظر غضبان يرى الناظر الغضب في وجهه .
فلما نظر هشام من أبي ذلك قال له : إلي إلي يا محمد ، فصعد أبي السرير وأنا اتبعه ، فلما دنا من هشام قام إليه واعتنقه وأقعده عن يمينه ، واعتنقني وأقعدني عن يمين أبي ، ثم أقبل على أبي بوجهه ، فقال له : يا محمد ، لا تزال العرب تسودها قريش ما دام فيها مثلك ، فلله درك ، من علَّمك هذا الرمي وفي كم تعلمته ؟
فقال أبي : قد علمت أن أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته أيام حداثتي ، فلما أراد أمير المؤمنين ذلك مني عدت إليه .
فقال : ما رأيت مثل هذا الرمي منذ عقلت ، وما ظننت أن أحداً في الأرض يرمي هذا الرمي ، أيرمي ابنك جعفر مثل هذا الرمي ؟
فقال ( عليه السلام ) : نحن نتوارث لكمال والتمام اللّذين أنزلهما الله على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) في قوله الله تعالى : ( الْيَومَ أَكْمَلْتَ لَكُمْ دِينُكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيْتُ لَكُمْ الاِْسْلاَمَ دِيناً ) [1] والأرض لا تخلو ممن يكمل هذه الأمور التي يقصر عنها غيرنا .
فلما سمع هشام ذلك من أبي انقلبت عينه اليمنى واحولت واحمر وجهه ، وكان ذلك علامة غضبه إذا غضب ، ثم أطرق هنية ، ثم رفع رأسه ، فقال لأبي : ألسنا بني عبد مناف ، نسبنا ونسبكم واحد ؟
فقال أبي : نحن كذلك ، ولكن الله جل ثناؤه اختصنا من مكنون سره وخالص علمه بما لا يخص به أحداً غيرنا .
فقال : أليس الله جل ثناؤه بعث محمداً ( صلى الله عليه وآله ) من شجرة عبد مناف إلى



[1] سورة المائدة : 5 / 3 .

238

نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست