نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 232
( ت / 99 ه ) وهي مدة حكمه فحسب . ويبدو أن الظروف في عهده لم تشهد تطوراً نحو الأحسن في العلاقة بين أهل البيت ( عليهم السلام ) والبيت الأموي الحاكم ، فإنّ حادثة اغتيال الإمام السجاد ( عليه السلام ) بالسم ، ومن قبلها مأساة الطف ما زالت حية في النفوس . ويبدو أن سليمان بن عبد الملك الذي كان يخشى على ملكه وسلطانه من أهل بيت النبوة ( عليهم السلام ) ، لا سيما وقد ارتكب جريمة اغتيال الإمام السجاد ( عليه السلام ) من قبل ، قد انشغل طوال فترة حكمه القصيرة في تصفية كل القيادات التي اعتمدها أخوه الوليد من قبل ، فقد صبّ حقده على أسرة الحجاج بسبب حقده على الحجاج ذاته لعوامل شخصية لسنا بصدد ذكرها الآن ، كما عزل ولاة الوليد البارزين وعاقب بعضهم بالموت كمحمد بن القاسم ، ومع انشغال سليمان بالإجهاز على ولاة الوليد ، كان كذلك مشغولاً بالطعام والنساء والبذخ بشكل جعل المؤرخين يقطعون بكونه أفسق ممن سبقه من حكام بني أمية . وبتولي عمر بن عبد العزيز ثامن حكام بني أمية ( ت / 101 ه ) قيادة الحكم الأموي سنة 99 ه حدث تحول كبير لصالح الإسلام والدعوة ، فبالرغم من قصر أيام الرجل المذكور في الحكم ، إلا إنّ مواقفه من أهل البيت ( عليهم السلام ) كان فيها الكثير من الإنصاف ، فقد عمل على رفع الحيف عنهم ، وأطاح ببعض أنواع الظلم الذي لحق بهم ، فرفع السب عن الإمام علي ( عليه السلام ) من على المنابر ، وهي سنّة سنّها معاوية ، وعممها على الأمصار ، فصار سنّة يستنّ بها كل حكام بني أمية في خطبة الجمعة ، حتى عهد عمر بن عبد العزيز ، الذي منعه ، واستبدل به في خطبة الجمعة قول الله تعالى : ( إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكّرون ) [1] . وكما رفع السب عن أمير المؤمنين أعاد فدكاً إلى الإمام الباقر ( عليه السلام ) معتبراً