نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 179
الشمس علىّ وجعلت أتتبع الأفياء فما لبث أن خرج علىّ قوم كأنهم الجراد الصّفر ، عليهم البتوت [1] ، قد أنهكتهم العبادة ، قال : فو الله لأنساني ما كنت فيه من حسن هيئة القوم ، فلما دخلت عليه قال لي : أراني قد أشفقت عليك ، قلت : أجل ، والله لقد أنساني ما كنت فيه قوم مرّوا بي لم أر قوماً أحسن هيئة منهم في زيّ رجل واحد ، كأن ألوانهم الجراد الصّفر ، قد أنهكتهم العبادة ، فقال : يا سعد رأيتهم ؟ قلت : نعم . قال : أولئك إخوانك من الجن ، قال : فقلت : يأتونك ؟ قال : نعم ، يأتوننا يسألوننا عن معالم دينهم وحلالهم وحرامهم . وفيه أيضاً بإسناده عن سعد الإسكاف قال : أتيت أبا جعفر ( عليه السلام ) أُريد الإذن عليه ، فإذا رحال إبل على الباب مصفوفة ، وإذا الأصوات قد ارتفعت ، ثم خرج قوم متعممين بالعمائم يشبهون الزط [2] ، قال : فدخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقلت : جعلت فداك أبطأ اذنك اليوم ، ورأيت قوماً خرجوا علىّ متعممين بالعمائم فأنكرتهم فقال أو تدري من أولئك يا سعد ؟ قال : قلت : لا . قال : فقال : أولئك إخوانكم من الجن يأتوننا فيسألوننا عن حلالهم وحرامهم ومعالم دينهم . وفي البحار عن المناقب قال : بكر بن صالح ، أنّ عبد الله بن المبارك أتى أبا جعفر ( عليه السلام ) فقال : إنّي رويت عن آبائك ( عليهم السلام ) أنّ كلّ فتح بضلال فهو للإمام ، فقال : نعم ، قلت : جعلت فداك فإنّهم أتوا بي من بعض فتوح الضّلال ، وقد تخلّصت ممّن ملكوني بسبب وقد أتيتك مسترقّاً مستعبداً قال ( عليه السلام ) : قد قبلت ، فلمّا كان وقت خروجه إلى مكّة قال : إنّي مذ حججت فتزوّجت ومكسبي ممّا يعطف علىّ إخواني ، لا شئ لي غيره ، فمرني بأمرك ، فقال ( عليه السلام ) : انصرف إلى بلادك ، وأنت من حجّك وتزويجك وكسبك في حلّ ، ثمّ أتاه بعد ستّ سنين ، وذكر له العبوديّة التي ألزمها نفسه فقال : أنت حرّ لوجه الله تعالى ، فقال : اكتب لي به عهداً
[1] البُتوت جمع البَتّ : الثياب الغليظة . [2] الُزط : جبل في الهند ينسب إليه أقوام يعيشون فيه .
179
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 179