نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 168
عسف من أهل العسف وخسف ، ودونهم بلايا تنقضي . ثمّ تصير إلى رخاء . ثمّ اعلم أنّ إخوان الثقة ذخائر بعضهم لبعض ، ولولا أن تذهب بك الظّنون عنّي لجلّيت لك عن أشياء من الحقّ غطّيتها ، ولنشرتُ لك أشياء من الحقّ كتمتها ولكنّي أتّقيك وأستبقيك ، وليس الحليم الذي لا يتّقي أحداً في مكان التقوى والحلم لباس العالم ، فلا تعَرينَّ منه ، والسلام " [1] . والرسالة الثانية ينقلها إلينا نفس المصدر وهي أيضاً إلى سعد الخير ، حيث كتب إليه أبو جعفر يقول فيها : بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد : فقد جاءني كتابك تذكر فيه معرفة ما لا ينبغي تركه ، وطاعة من رضى الله رضاه ، فقبلت من ذلك لنفسك ما كانت نفسك مرتهنة لو تركته . فعجب أنّ رضى الله وطاعته ونصيحته لا تُقبل ولا توجد ولا تُعرف إلاّ في عباد غرباء ، أخلاّء من الناس ، قد اتّخذتهم الناس سخريّاً لما يرمونهم به من المنكرات ، وكان يقال : " لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون أبغض إلى النّاس من جيفة الحمار " ولولا أن يصيبك من البلاء مثل الذي أصابنا فتجعل فتنة الناس كعذاب الله - وأُعيذك بالله وإيّانا من ذلك - لقربت على بُعد منزلتك . واعلم - رحمك الله - أنّه لا تنال محبّة الله إلاّ ببغض كثير من الناس ، ولا ولايته إلاّ بمعاداتهم ، وفوت ذلك قليل يسير لدرك ذلك من الله لقوم يعلمون . [ أ ] يا أخي إنّ الله عز وجل جعل في كلّ من الرّسل بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضلّ إلى الهدى ، ويصبرون معهم على الأذى ، يجيبون داعي الله ، ويدعون إلى الله ، فأبصرهم رحمك الله فإنّهم في منزلة رفيعة ، وإن أصابتهم في الدّنيا وضيعة ، إنّهم يحيون بكتاب الله الموتى ، ويبصرون بنور الله من العمى . كم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من تائه ضالّ قد هدوه ، يبذلون دماءهم دون