نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 166
عطاه ، وإنّما يضلّ من لم يقبل منه هداه ثمّ أمكن أهل السيّئات من التوبة بتبديل الحسنات ، دعا عباده في الكتاب إلى ذلك بصوت رفيع لم ينقطع ، ولم يمنع دعاء عباده ، فلعن الله الذين يكتمون ما أنزل الله ، وكتب على نفسه الرحمة ، فسبقت قبل الغضب ، فتمّت صدقاً وعدلاً فليس يبتدئ العباد بالغضب قبل أن يُغضبوه ، وذلك من علم اليقين . وعلم التقوى وكلّ أُمّة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه ، ولاّهم عدوّهم حين تولَّوه ، وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه ، وحرّفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ، والجهّال يُعجبهم حفظهم للرّواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرّعاية ، وكان من نبذهم الكتاب أن ولّوه الذين لا يعلمون ، فأوردوهم الهوى وأصدروهم إلى الرّدى ، وغيّروا عرى الدّين ، ثمّ ورثوه في السفه والصبا . فالأُمّة يصدرون عن أمر الناس بعد أمر الله تعالى ، وعليه يردون ، بئس للظالمين بدلاً ولاية الناس بعد ولاية الله ، وثواب الناس بعد ثواب الله ، ورضا الناس بعد رضا الله ! فأصبحت الأُمّة كذلك وفيهم المجتهدون في العبادة على تلك الضلالة ، معجبون مفتونون ، فعبادتهم فتنة لهم ولمن اقتدى بهم ، وقد كان في الرّسل ذكرى للعابدين ، إنّ نبياً من الأنبياء كان مستكمل الطاعة ، ثمّ عصى الله تعالى في الباب الواحد ، فيخرج به من الجنّة . وينبذ به في بطن الحوت ، ثمّ لا ينجيه إلاّ الاعتراف والتوبة . فاعرف أشباه الأحبار والرّهبان الذين ساروا بكتمان الكتاب وتحريفه ، فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ، ثمّ اعرف أشباههم من هذه الأُمّة الذين أقاموا حروف الكتاب وحرّفوا حدوده ، فهم مع السادة والكثرة فإذا تفرّقت قادة الأهواء كانوا مع أكثرهم دنيا . ذلك مبلغهم من العلم ، لا يزالون كذلك في طمع وطبع ، فلا تزال تسمع صوت إبليس على ألسنتهم بباطل كثير ، يصبر منهم العلماء على الأذى والتعنيف ، ويعيبون على العلماء بالتكليف ، والعلماء في أنفسهم خانة [1] إن كتموا