نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 122
جعفر ( عليه السلام ) ويدين بإمامته وفضله . ويروى أن رجلاً نظر إليه وهو راكب والإمام أبو جعفر ( عليه السلام ) يمشي ، فأنكر عليه ذلك وقال له : أتركب وأبو جعفر يمشي ؟ ! ! فأجابه كثير جواب المؤمن بدينه ، المتبصّر في عقيدته قائلاً : هو أمرني بذلك ، وأنا بطاعته في الركوب أفضل من عصياني إيّاه بالمشي . . [1] . ودلّت هذه البادرة - من شاعرنا - على حسن أدبه ، وكمال عقيدته ، فإن طاعة الإمام واجبة ليس إلى مخالفتها من سبيل . واختص كثير ببني مروان فكانوا يعظمونه ويكرمونه ونظم في مدحهم عدة قصائد ذكرت في ديوانه إلاّ أنّه لم يكن في مدحه لهم جاداً ، ولا مؤمناً بما يقول ، وإنما مدحهم طمعاً بأموالهم وهباتهم ، وكان يسخر منهم فكان يشبههم بالحيات والعقارب ، فقد روى المؤرخون أنه وفد على الإمام أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال ( عليه السلام ) له : تزعم أنك من شيعتنا ، وتمدح آل مروان ؟ ! ! فانبرى كثير قائلاً : إنما أسخر منهم ، وأجعلهم حيات ، وعقارب ، ألم تسمع إلى قولي في عبد العزيز بن مروان : وكنت عتبت معتبة فلجت * بي الغلواء في سن العقاب ويرقيني لك الراقون حتى * أجابك حية تحت الحجاب وفهم ذلك عبد الملك فقال لأخيه عبد العزيز : ما مدحك ، إنّما جعلك راقياً للحيات . ونقل لي ذلك عبد العزيز فقلت له : والله لأجعلنه حية ، ثم لا ينكر ذلك فقلت فيه : يقلب عيني حية بمجارة * أضاف إليها الساريات سبيلها