responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 12


يرجع - في واقعه - إلى جذور تأريخية متعلقة بالسلطة الجاهلية نفسها التي كانت تحكم العرب قبل ظهور الاسلام . فقد كان أبو سفيان يرى أحقية قريش ، وبني أُمية بالذات ، في السيطرة على مقدرات القبائل العربية في مكة وما جاورها من قبائل الحجاز . وكان أي تحد لتلك الفكرة يُقمع بحد السيف . ولكن ظهور الاسلام على لسان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قلب تلك الموازين السياسية والقبلية في الحكم والسيطرة على مقدرات الافراد . وكان الخط الهاشمي أكثر تماسكاً واندماجاً في الايمان بالرسالة الجديدة ومحتواها السماوي العظيم . فمن أبي طالب عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى حمزة بن عبد المطلب إلى علي بن أبي طالب ومن بعده دوحة المصطفى وذرية رسول رب العالمين ( صلى الله عليه وآله ) ، عاشت الرسالة في قلوب هؤلاء الرجال ، وعاشوا في قلبها وتفاعلوا معها إلى درجة أنهم تحملّوا أقصى درجات الألم والمشقة الجسدية والقتل والتعذيب من أجل الحفاظ على جوهرها الفكري والروحي . وعن طريقهم ( عليهم السلام ) وصلت إلينا الرسالة سالمة ومصونة من أي تحريف ، كي نعرف من خلالها معاني التكليف الشرعي الذي أمرنا به المولى عز وجل . أما الخط الأموي المنكسر فقد عاش أحلام السلطة وأُسلوب إسترجاعها حتى في عصر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) . فقد كان أبو سفيان يهئ ابنه معاوية لإستلام السلطة ، بحيث طلب من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد إعلان إسلامه أن يجعل ابنه معاوية كاتباً له ( صلى الله عليه وآله ) [1] . وكانت ممارسات الخط الأموي بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تسير بذلك الاتجاه . فقد أُستنفرت بقايا وشراذم النظام الجاهلي القديم ك‌ " عمرو بن العاص " ، و " سمرة بن جندب " ، و " أبو هريرة " وأمثالهم ، وأُلبست زياً جديداً من أجل التمويه على الوضع العام . وما أن اكتملت الخطة في السيطرة على مقاليد السلطة والحكم من جديد ، حتى بدأت القيادة الأموية بزعامة معاوية استخدام



[1] " شذرات الذهب " لابن عماد الحنبلي ج 1 ص 37 .

12

نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست