نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 111
المعين الذي لا ينضب ، وحيث هم الامتداد الطبيعي للرسالة الخاتمة . فحري بها أن تفيض على هذه السلالة الطاهرة من الكمالات ما تجعلهم موضع التقديس والتبجيل من بقية الخلق ، وهذا هو شأن الأنبياء وأوصيائهم المختارين . تكامل الخلق وسمو الذات لقد تميزت صفات الأئمة ( عليهم السلام ) وأحوالهم عن سائر الخلائق بهالة من السمو والقدسية ، لما حباهم الله تبارك وتعالى وخصّهم بالإمامة والسيادة على الناس كافة . وسيرة حياة أهل البيت ( عليهم السلام ) تعطينا النبأ اليقين عنهم . . فهم لا يُخالفون الحق ، ولا يفارقونه طرفة عين . . وهم مع الحق والحقّ معهم ، وهم يعرفون الحقّ معرفةً كاملةً ، ويعملون به ، وتلك المعرفة السّامية جعلتهم الركائز الثابتة الراسخة التي يقوم عليها صرح الإسلام بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومعارفهم الفذّة ، وأخلاقهم المحمديّة القرآنيّة ، جعلتهم قبلة المسلمين ، يرجع إليهم علماؤهم وفقهاؤهم في كل شأن من شؤون التشريع الإسلامي ، فيفيضون عليهم من الشرح ، والتحليل ، والتعليل ، ما تطيب به نفوسهم ، وتهش له قلوبهم . وإمامنا الباقر ( عليه السلام ) أحد أولئك الأفذاذ الذين تقصر عند أعتابهم كلمات الثناء والمديح . فعنه يقول ابن شهرآشوب في المناقب : كان أصدق الناس لهجة ، وأحسنهم بهجة ، وأبذلهم مهجة ، فإنّه يرسم لنا صورة مشرقةً بالنضارة والطهارة عن أهل البيت . هم شجرة النبوة الرفيعة والدوحة الهاشمية الباسقة ، وعندهم من العلم جواهره ، وعليهم تتنزّل الملائكة والروح ، وهم الذين استودعهم جدّهم رسول الله مخزون أسرار الملك ، والملكوت ، وهم الذين فرض الله ولايتهم على كل
111
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 111