responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 109


التسديد إلى حين نفوذ مشيئتك فيمن أسعدته وأشقيته من بريتك . وامنن علىَّ بالتسليم لمحتومات أقضيتك ، والتجرع لصادرات أقدارك ، وهب لي محبة لما أحببت في متقدَّم ومتأخَّر ، ومتعجَّل ومتأجَّل ، والإيثار لما اخترت في مستقرب ومستبعد ، ولا تخلنا مع ذلك من عواطف رحمتك وحسن كلاءتك " [1] .
لا أكاد أعرف وثيقة سياسية حفلت بتحديد الأوضاع الراهنة في البلاد في ذلك العصر ، كهذا الدعاء الذي تحدث فيه الإمام عن الأزمات السياسية التي عاناها المسلمون أيام الحكم الأموي المعاصر له خصوصاً عهد الطاغية عبد الملك بن مروان الذي جهد على إذلال المسلمين ، وإرغامهم على ما يكرهون ، وقد سلط عليهم الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي الذي عاث في دينهم ودنياهم ، وسعى في الأرض فساداً ، فلم يترك لوناً من ألوان الظلم إلاّ صبه على المسلمين حتى طاشت الأحلام ، وبلغت القلوب الحناجر ، وأودى الصبر ، وانقطعت حبائله ، والإمام يطلب من الله أن ينقذ المسلمين من محنتهم ، وينزل عقابه الصارم بالمردة الظالمين .
وكان ( عليه السلام ) يدعو بهذا الدعاء في قنوته : " بمنك وكرمك يا من يعلم هواجس السرائر ومكامن الضمائر ، وحقائق الخواطر ، يا من هو لكلِّ غيب حاضر ، ولكلِّ منسيّ ذاكر ، وعلى كلِّ شئ قادر ، وإلى الكلِّ ناظر ، بعد المهل وقرب الأجل ، وضعف العمل ، وأراب الأمل . وأنت يا الله الآخر كما أنت الأول مبيد ما أنشأت ، ومصيرهم إلى البلى ، وتقلدهم أعمالهم ، ومحملها ظهورهم إلى وقت نشورهم من بعثة قبورهم عند نفخة الصور ، وانشقاق السماء بالنور ، والخروج بالمنشر إلى ساحة المحشر ، لا ترتد إليهم أبصارهم وأفئدتهم هواء ، متراطمين في غمة مما أسلفوا ، ومطالبين بما احتقبوا ، ومحاسبين هناك على ما



[1] مهج الدعوات / 51 .

109

نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست