نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 41
في هذا القسم يخرج القارئ بحصيلة معرفيّة معطاءة عن أُولئك الرادة الذين تربّوا في كنف عليّ ، وتخرّجوا من مدرسته ، وفي الوقت ذاته تتكشّف له معالم الحكم العلوي وما كان يعانيه من قلّة الطاقات الرياديّة الملتزمة الرشيدة ، وما يكابده الحكم من نقص في القوى الفاعلة المطيعة المسؤولة . وهذا الواقع يُسهم إلى حدّ في الإفصاح عن السرّ الكامن وراء بعض النواقص التي بدت في الحكم العلوي ، ويُعين القارئ على إدراك ذلك ، كما تمنحه معطيات هذا القسم موقعاً أفضل للتوفّر على تحليل واقعي لحكومة الإمام . من الجليّ أنّ أصحاب الإمام لم يكونوا على مستوى واحد ، كما لم يكن عمّاله كذلك . لقد كانت ضرورات الحكم ومتطلّبات الإدارة العامّة تُملي على الإمام أن يلجأ أحياناً إلى استعمال أُناس ثابتين في العقيدة بيدَ أنّهم غير منضبطين في العمل . لكن الإمام لم يكن يغفل لحظة عن تنبيه هؤلاء وتحذيرهم المرّة تلو الأُخرى ، كما لم يُطق مطلقاً انحرافاتهم وما يصدر عنهم واضطراب سلوكهم مع الناس . إنّ عليّاً الذي أمضى عمراً مديداً يضرب بسيفه دفاعاً عن الحقّ ؛ وعليّاً الذي اختار الصمت سنوات طويلة من أجل الحقّ " وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا " ؛ عليٌّ هذا لا يُطيق المداهنة - وحاشاه - في تنفيذ الحقّ ، ولا يعرف المجاملة في إحقاقه ، ولا يتحمّل المساومة أبداً . تتضاعف أهميّة هذا القسم من الموسوعة ، وهو حريّ بالقراءة أكثر ، ونحن نبصر - فيه - مواقف الإمام من الأصحاب والعمّال مملوءة دروساً
41
نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 41