نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 37
وبحبّ عليّ ( عليه السلام ) تنتشر نسائم السرور على الإنسان عند الموت ، وحبّ عليّ لُقيا يُبصِر بها المحتضر وجه المولى عند الممات ، وحبّ عليّ جواز لعبور الصراط وللثبات عليه ، وهو الجُنّة التي تقي نار جهنّم . ومسك الختام : أنّ حبّ عليّ هو الحياة الطيّبة في جنّة الخُلد . إنّ كلّ ذلك لا يكون إلاّ بحبّ عليّ ، وفي ظلال حبّ عليّ ( عليه السلام ) . لم تتردّد النصوص الروائيّة لحظة وهي تسجّل بثبات راسخ أنّ حبّ عليّ ( عليه السلام ) هو دليل طهارة المولد ، وعلامة على الإيمان والتقوى ، وهو عنوان شهرة الإنسان ومعروفيّته في السماوات وعند الملأ الأعلى ، وهو رمز السعادة . وبعدُ ؛ فإنّ كلّ هذا الحشد من التأكيد على الحبّ العلوي ، ووصله برباط وثيق مع الحبّ الإلهي ، وبحبّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لهو دليل شاخص على أنّ الحبّ المحمّدي الصحيح لن يكون ممكناً من دون الحبّ العلوي . وما ادّعاء حبّه ( صلى الله عليه وآله ) من دون حبّ عليّ ( عليه السلام ) إلاّ عبث جزاف ودعوة باطلة . على أنّ هذا القسم يعود ليكشف في جوانب أُخرى على أنّ حبّ عليّ ( عليه السلام ) ما كان شعاراً يُرفع وحديثاً يُفترى ، بل هو أُسوة يقتدي فيها المحبّ بحياة عليّ ، يلتمس هديه في خطاه ، يعيش كما يعيش ، ويفكّر كما يفكّر ، ويمارس معايير عليّ في الحبّ والولاء ، وفي البغض والبراءة ، ويحثّ خطاه صوب قيَمه دائماً وأبداً ، وإلاّ كيف يجتمع حبّ عليّ مع حياة سفيانيّة ونهج أُموي ؟
37
نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 37