نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 302
خلال توقّف دام أكثر من خمسة عشر يوماً [1] . وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يطوي اللحظات الأخيرة من حياته . ووهب الإمام عليّاً ( عليه السلام ) درعه ، ولواءه ، وجعله وصيّه [2] ، ونقل إليه علوماً لا تُحصي عبر نجوى طويلة [3] . وبينا كان يلفظ كلمته الأخيرة : " لا ، مع الرفيق الأعلى " فاضت روحه المقدّسة الطاهرة وهو في حجر الإمام ( عليه السلام ) . وعرجت تلك الروح الزكيّة المطهّرة نحو الرفيق الأعلى من صدر حبيبه ونجيّه ورفيق دربه وحاميه وحافظ سرّه والذابّ عنه بلا منازع : أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) [4] . إنّه الإمام ( عليه السلام ) - والغمّ متراكم جاثم على صدره ، والعيون عَبرى ، والقلب حزين ، مليء غصّةً لفقد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - مَن يلي غسله والملائكة أعوانه ، والفضل بن عبّاس معه [5] . . . ثمّ كفّنه ، وكشف عن وجهه ، وبينا كانت دموعه تنهمر على خدّيه ، ناداه بصوت حزين وهو يغصّ في عبرته ، والحزن يعصر قلبه : " بأبي أنت وأُمّي ، طبتَ حيّاً وميّتاً . . . " . وصلّى على جثمانه الطاهر ، ثمّ صلّى عليه الصحابة جماعةً ، جماعةً . ودفنه حيث فاضت روحه المقدّسة الشريفة [6] ، وعاونه على الدفن جماعة منهم أوس