نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 278
وغيرهم وإنّما تدلّ على إذعانه ( صلى الله عليه وآله ) بصلاحيّة من نصبه لأمر لتصدّيه وإدارة رحاه . وأمّا الوحي السماوي بما يشتمل عليه من المعارف والشرائع فليس للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ولا لمن دونه صنعٌ فيه ، ولا تأثير فيه ممّا له من الولاية العامّة على أُمور المجتمع الإسلامي بإطلاق أو تقييد أو إمضاء أو نسخ أو غير ذلك ، ولا تحكم عليه سنّة قوميّة أو عادة جارية حتى توجب تطبيقه على ما يوافقها ، أو قيام العصبة مقام الإنسان فيما يهمّه من أمر . والخلط بين البابين يوجب نزول المعارف الإلهيّة من أوج علوّها وكرامتها إلى حضيض الأفكار الاجتماعيّة التي لا حكومة فيها إلاّ للرسوم والعادات والاصطلاحات ، فيعود الإنسان يفسّر حقائق المعارف بما يسعه الأفكار العامّيّة ، ويستعظم ما استعظمه المجتمع دون ما عظّمه الله ، ويستصغر ما استصغره الناس ، حتى يقول القائل في معنى كلمة الوحي : إنّه عادة عربيّة محترمة ! [1] 12 / 5 البعث إلى اليمن لمّا فتح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مكّة ، وانتصر على القبائل المستقرّة حولها في غزوة حنين ، أراد توسيع نطاق دعوته ؛ فأرسل إلى اليمن معاذ بن جبل ، وهناك استعصت مسائل على معاذ فرجع ، وبعث بعده خالد بن الوليد ، فلم يحقّق نجاحاً ، وأخفق في مهمّته بعد ستّة أشهر من المكوث في اليمن . فانتدب عليّاً ( عليه السلام ) ، فوجّهه إليها مع كتاب . ولمّا وصل قرأه على أهلها ببيان بليغ وكلام مؤثِّر ، ودعاهم إلى التوحيد ، فأسلمت قبيلة " همدان " . وأخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك ، فسرَّ