نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 217
وقال له : امضِ لشأنك ، ثمّ قال : اللهمّ أعِنه . فسعى نحو عمرو ومعه جابر بن عبد الله الأنصاري ؛ لينظر ما يكون منه ومن عمرو ، فلما انتهى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إليه قال له : يا عمرو ، إنّك كنت في الجاهليّة تقول : لا يدعوني أحد إلى ثلاث إلاّ قبلتُها أو واحدة منها ! قال : أجل . قال : فإنّي أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، وأن تُسلم لربّ العالمين . قال : يا بن أخ أخّر هذه عنّي . فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أما إنّها خير لك لو أخذتها ، ثمّ قال : فهاهنا أُخرى . قال : ما هي ؟ قال : ترجع من حيث جئت . قال : لا تُحدّث نساء قريش بهذا أبداً . قال : فهاهنا أُخرى . قال : ما هي ؟ قال : تنزل فتقاتلني . فضحك عمرو وقال : إنّ هذه الخصلة ، ما كنت أظنّ أنّ أحداً من العرب يرومني عليها ! وإنّي لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك ، وقد كان أبوك لي نديماً . قال عليّ ( عليه السلام ) : لكنّي أُحبّ أن أقتلك ، فانزل إن شئت ! فأسف عمرو ونزل ، وضرب وجه فرسه حتى رجع . فقال جابر ( رحمه الله ) : وثارت بينهما قترة ؛ فما رأيتهما ، وسمعت التكبير تحتها ، فعلمت أنّ عليّاً ( عليه السلام ) قد قتله ، وانكشف أصحابه حتى طفرت خيولهم الخندق ، وتبادر المسلمون حين سمعوا التكبير ينظرون ما صنع القوم ، فوجدوا نوفل بن عبد الله في جوف الخندق لم ينهض به فرسه ، فجعلوا يرمونه بالحجارة ، فقال لهم : قتلة أجمل من هذه ! ينزل بعضكم أُقاتله ! ! فنزل إليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فضربه حتى قتله . ولحق هبيرة فأعجزه ، فضرب قربوس [1] سرجه ، وسقطت درع كانت عليه ، وفرّ عكرمة ، وهرب ضرار بن الخطّاب .