نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 11
الجميع مهما كانت القابليّة وبلغ الاستعداد . ولا ريب أنّ أبا إسحاق النظّام كان قد لبث يفكِّر طويلاً ، وطوى نفسه على تأمّل عميق مترامي الأطراف في أبعاد هذه الشخصيّة ومكوّناتها ، قبل أن يقول : " عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) محنة على المتكلِّم ؛ إن وفّاه حقّه غلا ، وإن بخسه حقّه أساء ! " . عليٌّ ( عليه السلام ) في سوح القتال اللاحبة هو الأكثر جهاداً ، والأمضى عزماً ، والأشدّ توثّباً . وهو في مضمار الحياة الوجهُ المفعم بالأُلفة ؛ حيث لا يرتقي إليه إنسان بالخلق الرفيع . وفي جوف الليل الأوّاب المتبتِّل ، أعبد المتبتِّلين ، وأكثر القلوب ولَهاً بربّه . وبإزاء خلق الله هو أرفق إنسان على هذه البسيطة بالإنسان ، يفيض بالعطوفة واللين . وهو الأصلب في ميدان إحقاق الحقّ في غير مداجاة ، المنافح عنه في غير هروب . أمّا في البلاغة والتوفّر على بدائع الخطابة وضروب الحكمة وفنون الكلام ، فليس له نظير ؛ وهو فارس هذا الميدان ، والأمكن فيه من كلّ أحد . ولله درّ الشاعر العلوي ، وهو يقول في ذلك : كم له شمس حكمة تتمنّى * غرّةُ الشمس أن تكون سماها تُرى ، هل يمكن لإنسان أن يُشرِف على منعرجات التاريخ ، ولا تشدّه تلك القمّة الشاهقة في مضمار الكرامة والحريّة والإنسانيّة ، وهي تسمو على كلّ ما سواها ! وهل يسوغ لإنسان أن يمدّ بصره إلى صحراء الحياة ، ثمّ لا يرفرف
11
نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 11