نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 10
إلى لغة أُخرى ؛ لغة تتناهى في امتدادها حتى تبلغ " الوجود " سعة ، عساها - عندئذ - أن تُدرك شيئاً ضئيلاً من كلّ هذه الفضيلة التي تُحيط تلك الشخصيّة " العملاقة " ، وما يحظى به من سموّ ومناقب لا نظير لها ، ثمّ عساها أن تؤلّف كلاماً يرتقي إلى مدى هذا الإنسان الإلهي ، ويكون جديراً به . أمّا أُولئك الذين سلّحتهم بصيرتهم بفكر نافذ عن الإمام ، وأدركوا - إلى حدّ ما - أبعاده الوجوديّة ؛ فما لبثوا أن اضطرموا بمحنة العجز وقد لاذوا بالصمت ، ثمّ ما برحوا يجهرون أنّ هذا الصمت لم يكن إباءً عن إظهار فضائل الإمام بقدر ما كان ينمّ عمّا اعتورهم من عجز ، وهو إلى ذلك ينبئ عن حيرة استحوذت عليهم وهم لا يدرون كيف يصبّون كلّ هذه الفضائل العَليّة في حدود الكلمات ، وكيف يعبّرون عن معانيها البليغة من خلال الألفاظ ! أجل ، لم يكن قلّة أُولئك الذين أُشربوا في أعماق نفوسهم هذا المعنى الرفيع للمتنبي ، وهو يصدع : وتركتُ مدحي للوصيّ تعمُّداً * إذ كان نوراً مستطيلاً شاملا وإذا استطال الشيء قام بنفسهِ * وصفاتُ ضوء الشمس تذهبُ باطلا مَنْ يريد أن يتحدّث عن جلال عليّ وفضائله يستبدّ به العجز ، وتطوّقه الحيرة ؛ فلا يدري ما يقول ! هي محنة كبيرة لا تستثني أحداً ؛ أن ينطق الإنسان بكلام يرتفع إلى مستوى هذه " الظاهرة الوجوديّة المذهلة " ؛ وهو عجز كبير مدهش يعتري
10
نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 10