( المقدّمة ) ( بسم الله الرّحمن الرّحيم ) الحمد لله الذي خلقنا فسوّانا ، وقدّر لنا سبل الرشاد ، ولها هدانا ، والحمد لله الذي سلك بنا صراطاً سويّاً ، صراط الذين أنعم عليهم ، ولم يكونوا مغضوباً عليهم ، ولا الضالّين ، الذين أبان عن مكانتهم السامية هذه بقوله سبحانه : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) [1] . ثمّ أمرنا بالاقتداء بهم ، والأخذ عنهم ، فقال تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) [2] وبذلك أمن حسن عاقبتنا ، وحفظنا من الزلل ، حين اختار لنبيّنا ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لقائه ، ورضي له ما عنده ، وأكرمه عن دار الدنيا ، ورغب به عن مقارنة البلوى ، فقال : ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) [3] ولم يخل سبحانه خلقه قطّ عن هاد إلى سبيل الحقّ ، والصلاة والسلام على نبيّه المجتبى ، ورسوله المرتضى ، خيرته من خلقه ، وصفيّه من أنبيائه ، أفضل من أرسله إلى عباده ، بحيث تمنّى إبراهيم أبو الأنبياء ( عليه السلام ) أن يلحقه الله به وبأهله ، فتضرّع إليه أن ( أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) [4] ، وقال سبحانه إجابة له : ( وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ