قال : ابعثوا إليه فجيئوا به حتّى نموّه به على الناس ، ونقول : ابن الرضا . فكتب إليه وأُشخص مكرماً ، وتلقّاه جميع بني هاشم والقوّاد والناس على أنّه إذا وافى أقطعه قطيعة وبنى له فيها ، وحوّل الخمّارين والقيان إليه ، ووصله وبرّه ، وجعل له منزلاً سريّاً [1] حتّى يزوره هو فيه . فلمّا وافى موسى تلقّاه أبو الحسن ( عليه السلام ) في قنطرة وصيف ، وهو موضع تتلقّى فيه القادمون ، فسلّم عليه ووفّاه حقّه ، ثمّ قال له : إنّ هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك ، ويضع منك ، فلا تقرّ له أنّك شربت نبيذاً قطّ . فقال له موسى : فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي ؟ قال ( عليه السلام ) : فلا تضع من قدرك ، ولا تفعل فإنّما أراد هتكك . فأبى عليه ، فكرّر عليه ; فلمّا رأى أنّه لا يجيب قال : أمّا إنّ هذا مجلس لا تجمع أنت وهو عليه أبداً . فأقام ثلاث سنين يبكّر كلّ يوم ، فيقال له : قد تشاغل اليوم ، فَرُحْ ; فيروح . فيقال : قد سكر ، فبكّر ; فيبكّر ، فيقال : شرب دواء . فما زال على هذا ثلاث سنين حتّى قتل المتوكّل ، ولم يجتمع معه عليه [2] .
[1] أي العالية والرفيعة . [2] الكافي : 1 / 502 ، ح 8 . عنه البحار : 50 / 158 ، ح 49 ، بتفاوت ، ومدينة المعاجز : 7 / 429 ، ح 2431 ، وحلية الأبرار : 5 / 39 ، ح 1 ، وإثبات الهداة : 3 / 362 ، ح 13 . إرشاد المفيد : 331 ، س 20 ، بتفاوت . عنه البحار : 50 / 3 ، ح 6 . إعلام الورى : 2 / 121 ، س 12 ، بتفاوت . عنه إثبات الهداة : 3 / 362 ، س 18 . كشف الغمّة : 2 / 381 ، س 2 ، بتفاوت . المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 409 ، س 21 ، بتفاوت . الخرائج والجرائح : 2 / 940 ، س 8 . قطعة منه في ( لقبه عليه السلام ) ، و ( أحوال أخيه عليه السلام موسى المبرقع ) ، و ( إخباره عليه السلام بالوقائع الآتية ) ، و ( موعظته عليه السلام في ترك شرب النبيذ ) .