( ) 6 - ابن شهرآشوب ( رحمه الله ) : وكان [ أبو الحسن الثالث ( عليه السلام ) ] أطيب الناس بهجةً [1] ، وأصدقهم لهجةً ، وأملحهم من قريب ، وأكملهم من بعيد ، إذا صمت علته هيبة الوقار ، وإذا تكلّم سيماه [2] البهاء ، وهو من بيت الرسالة والإمامة ، ومقرّ الوصيّة والخلافة ، شعبة من دوحة النبوّة ، منتضاه مرتضاه ، وثمرة من شجرة الرسالة ، مجتناه مجتباه [3] . ( ) 7 - الراونديّ ( رحمه الله ) : وأمّا عليّ بن محمّد النقيّ ( عليهما السلام ) فقد اجتمعت الإمامة فيه ، وتكاملت علومه وفضله ، وظهرت هيبته على الحيوانات كلّها ; وكانت أخلاقه وأخلاق آبائه وأبنائه ( عليهم السلام ) خارقة العادة [4] . ( ) 8 - ابن الصبّاغ : قال بعض أهل العلم : فضل أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي قد ضرب على الحرّة [5] قبابه ، ومدّ على نجوم السماء أطنابه ، فما تعدّ منقبة إلاّ وإليه نحيلها ، ولا تذكر كريمة إلاّ وله فضيلتها ، ولا تورد محمدة إلاّ وله تفصيلها وجملتها ، ولا تستعظم حالة سنيّة إلاّ وتظهر عليه أدلّتها . استحقّ ذلك بما في جوهر نفسه من كرم تفرّد بخصايصه ، ومجد حكم فيه على طبعه الكريم بحفظه من الشرب حفظ الراعي لقلايصه [6] . فكانت نفسه مهذّبة ، وأخلاقه مستعذبة ، وسيرته عادلة ، وخلاله فاضلة ،
[1] في أعيان الشيعة : مهجةً . [2] في المصدر : سماه والصحيح ما أثبتناه من البحار . [3] المناقب : 4 / 401 ، س 6 . عنه البحار : 50 / 113 ، ضمن ح 2 ، وأعيان الشيعة : 2 / 37 ، س 32 . [4] الخرائج والجرائح : 2 / 901 ، س 3 . عنه الأنوار البهيّة : 297 ، س 5 . [5] الحرّة بالفتح والتشديد : أرض ذات أحجار سود . مجمع البحرين : 3 / 263 ( حرر ) . [6] القلوص من النعام : الأنثى الشابّة من الرئال مثل قلوص الإبل . لسان العرب : 7 / 81 ( قلص ) .