السادس - للخلاص من الحبس : ( ) 1 - السيّد ابن طاووس ( رحمه الله ) : . . . حدّثنا أبو العباس أنّه كان ممّن أُسر بالهبير مع أبي الهيجاء بن حمدان قال : وكان أبو ظاهر سليمان مكرماً لأبي الهيجاء بأن كان يستدعيه إلى طعامه ، فيأكل معه ، ويستدعيه أيضاً بالليل للحديث معه . فلمّا كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن ويسأله إطلاقي ؟ فأجابني إلى ذلك ، ومضى إلى أبي ظاهر في تلك الليلة على رسمه ، وعاد من عنده ، ولم يأتني ، وكان من عادته أن يغشاني عند عوده من عند سليمان . . . فلمّا لم يعاودنا في تلك الليلة . . . استوحشت لذلك ، فصرت إليه ، إلى منزله المرسوم . . . فانصرفت إلى موضعي الّذي أُنزلت فيه في حالة عظيمة من الإياس من الحياة واستشعار الهلكة . فاغتسلت ولبست ثياباً جعلتها كفني وأقبلت على القبلة ، فجعلت أُصلّي وأُناجي ربّي وأتضرّع وأعترف بذنوبي وأتوب منها ذنباً ذنباً ، وتوجّهت إلى اللّه بمحمّد وعليّ و . . . محمّد وعليّ [ الهادي ] ( عليهم السلام ) . . . ولم أزل أقول هذا وشبهه من الكلام إلى أن انتصف الليل ، وجاء وقت الصلاة والدعاء وأنا أستغيث إلى اللّه وأتوسّل إليه بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) إذ نعست عيني فرقدت . فرأيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال لي : يا ابن كشمرد ! قلت : لبّيك يا أمير المؤمنين ! فقال : مالي ، أراك على هذه الحالة ؟