يدفع اللّه عنه شرّ المتوكّل ، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف [1] دابتّه ، لا ينظر يمنة ولا يسرة ، وأنا دائم الدعاء له ، فلمّا صار بإزائي أقبل إليّ بوجهه ، وقال : استجاب اللّه دعاءك ، وطوّل عمرك ، وكثّر مالك وولدك . قال : فارتعدت [ من هيبته ] ووقعت بين أصحابي ، فسألوني وهم يقولون : ما شأنك ؟ فقلت : خير ، ولم أُخبرهم بذلك . فانصرفنا بعد ذلك إلى إصفهان ، ففتح اللّه عليّ [ الخبر بدعائه ، و ] وجوهاً من المال ، حتّى أنا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم ، سوى مالي خارج داري ، ورزقت عشرة من الأولاد ، وقد بلغت الآن من عمري نيّفاً وسبعين سنة ، وأنا أقول بإمامة هذا الذي علم ما في قلبي ، واستجاب اللّه دعاءه فيّ ولي [2] . ( ) 22 - الراونديّ ( رحمه الله ) : إنّ أبا محمّد الطبريّ قال : تمنّيت أن يكون لي خاتم من عنده ( عليه السلام ) . فجاءني نصر الخادم بدرهمين ، فصنعت منه خاتماً فدخلت على قوم يشربون الخمر ، فتعلّقوا بي حتّى شربت قدحاً أو قدحين ، وكان الخاتم
[1] العرف بضمّتين : شعر عنق الفرس . أقرب الموارد : 3 / 524 ، ( عرف ) . [2] الخرائج والجرائح : 1 / 392 ، ح 1 . عنه البحار : 50 / 141 ، ح 26 ، والأنوار البهيّة : 277 ، س 11 ، ومدينة المعاجز : 7 / 463 ح 2470 ، وإثبات الهداة : 3 / 371 ، ح 37 ، وحلية الأبرار : 5 / 51 ، ح 3 . الثاقب في المناقب : 549 ، ح 493 . كشف الغمّة : 2 / 389 ، س 14 . الصراط المستقيم : 2 / 202 ، ح 1 . كتاب ألقاب الرسول وعترته : ضمن المجموعة النفيسة : 233 ، س 11 . قطعة منه في : ( مركبه عليه السلام ) و ( إجلال الناس له عليه السلام ) و ( أحواله عليه السلام مع المتوكّل ) .