وقال بعضهم : مضى أبو محمّد عن خلف فبعث رجلا يكنّى بأبي طالب . فورد العسكر ومعه كتاب ، فصار إلى جعفر وسأله عن برهان ، فقال : لا يتهيّأ في هذا الوقت ، فصار إلى الباب وأنفذ الكتاب إلى أصحابنا ، فخرج إليه : آجرك اللّه في صاحبك فقد مات ، وأوصى بالمال الذي كان معه إلى ثقة ليعمل فيه بما يحبّ وأجيب عن كتابه [1] . ( 105 ) 2 - الحضيني ( رحمه الله ) : عن محمّد بن عبد الحميد البزّاز وأبي الحسين بن مسعود الفراتي ، قالا جميعاً وقد سألتهم في مشهد سيّدنا أبي عبد اللّه الحسين ( عليه السلام ) بكربلاء عن جعفر ، وما جرى في أمره بعد غيبة سيّدنا أبي الحسن علي وأبي محمّد الحسن الرضا ( عليهم السلام ) ، وما ادّعاه له جعفر وما فعل . فحدّثوني بجملة أخباره : أنّ سيّدنا أبا الحسن ( عليه السلام ) كان يقول لهم : تجنّبوا ابني جعفر ، أما إنّه ابني مثل حام من نوح الذي قال اللّه جلّ من قائل فيه : فقال : ( رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ) الآية . فقال له اللّه : ( يَنُوحُ إِنَّهُ و لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ و عَمَلٌ غَيْرُ صَلِح ) ( 2 ) . وإنّ أبا محمّد ( عليه السلام ) كان يقول لنا بعد أبي الحسن ( عليه السلام ) : اللّه ! اللّه ! أن يظهر لكم أخي جعفر على سرّ ، فواللّه ! ما مثلي ومثله إلاّ مثل هابيل وقابيل ابني آدم ، حيث حسد قابيل لهابيل على ما أعطاه اللّه لهابيل من فضله فقتله ، ولو تهيّأ لجعفر قتلي لفعل ، ولكنّ اللّه غالب على أمره .