4 - الراوندي ( رحمه الله ) : . . . نصراني متطبّب بالري . . . ، قال : كنت تلميذ بختيشوع . . . فبعث إليه الحسن بن علي بن محمّد ابن الرضا ( عليهم السلام ) أن يبعث إليه بأخصّ أصحابه عنده ليفصده ، فاختارني ، وقال : قد طلب منّي ابن الرضا من يفصده فصر إليه ، وهو أعلم في يومنا هذا بمن تحت السماء ، فاحذر أن تعترض عليه فيما يأمرك به . . . فصرنا إلى بابه قبل الأذان الأوّل ، ففتح الباب وخرج إلينا خادم أسود ، وقال : أيّكما راهب دير العاقول ؟ فقال : أنا ، جعلت فداك ! فقال : انزل ! وقال لي : الخادم احتفظ بالبغلين ، وأخذ بيده ودخلا فأقمت إلى أن أصبحنا وارتفع النهار ، ثمّ خرج الراهب وقد رمى بثياب الرهبانيّة ، ولبس ثياباً بيضاً وأسلم ، فقال : خذني الآن إلى دار أستاذك ، فصرنا إلى باب بختيشوع ، فلمّا رآه بادر يعدو إليه . ثمّ قال : ما الذي أزالك عن دينك ؟ قال : وجدت المسيح وأسلمت على يده ، قال : وجدت المسيح ؟ ! قال : أو نظيره ، فإنّ هذه الفصدة لم يفعلها في العالم إلاّ المسيح ، وهذا نظيره في آياته وبراهينه ، ثمّ انصرف إليه ، ولزم خدمته إلى أن مات [1] . ( 417 ) 5 - الراوندي ( رحمه الله ) : وأمّا الحسن بن علي العسكري ( عليهما السلام ) ، فقد كانت خلائقه كأخلاق رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان رجلاً أسمر ، حسن القامة ، جميل الوجه ، جيّد البدن ، حديث السنّ ، له بَسالة ( 2 ) تذلّ لها الملوك .