الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ما تعجّبت منه ، وما ظننت أنّه يكون . . . [ قال : ] فلمّا دفن [ أبو محمّد العسكري ( عليه السلام ) ] . . . ، فقسّم ميراثه بين أُمّه وأخيه جعفر ، وادّعت أُمّه وصيّته ، وثبت ذلك عند القاضي . والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده . فجاء جعفر بعد قسمة الميراث إلى أبي ، وقال له : اجعل لي مرتبة أبي وأخي ، وأوصل إليك في كلّ سنة عشرين ألف دينار مسلّمة . فزبره أبى وأسمعه ، وقال له : يا أحمق ! إنّ السلطان - أعزّه اللّه - جرّد سيفه وسوطه في الذين زعموا أنّ أباك وأخاك أئمّة ، ليردّهم عن ذلك ، فلم يقدر عليه ، ولم يتهيّأ له صرفهم عن هذا القول فيهما ، وجهد أن يزيل أباك وأخاك عن تلك المرتبة ، فلم يتهيّأ له ذلك ، فإن كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماماً فلا حاجة بك إلى السلطان ، يرتّبك مراتبهم ولا غير السلطان ، وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا ، واستقلّه [ أبي ] عند ذلك واستضعفه ، وأمر أن يحجب عنه ، فلم يأذن له بالدخول عليه . . . [1] . 5 - الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) : وحدّث أبو الأديان ، قال : كنت أخدم الحسن بن علي بن محمّد ( عليهم السلام ) . . . ، ودخلت سرّ من رأى . . . ، وإذا به على المغتسل ، وإذا أنا بجعفر بن علي ، أخيه بباب الدار ، والشيعة من حوله يعزّونه ويهنّونه . فقلت في نفسي : إن يكن هذا الإمام فقد بطلت الإمامة لأنّي كنت أعرفه يشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ، ويلعب بالطنبور ، فتقدّمت فعزّيت وهنّيت ، فلم يسألني عن شيء .
[1] إكمال الدين وإتمام النعمة : 40 ، س 8 . يأتي الحديث بتمامه في ج 2 ، رقم 462 .