وثانيهما أنّهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على أنّ زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منّا ، وكانوا لا يشكّون أنّهم من الجبابرة والظلمة . فسعوا في قتل أهل بيت رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإبارة [1] نسله ، طمعاً منهم في الوصول إلى منع تولّد القائم ( عليه السلام ) أو قتله . فأبى اللّه أن يكشف أمره لواحد منهم إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون [2] . السادس - إخباره ( عليه السلام ) بالآجال : ( 360 ) 1 - محمّد بن يعقوب الكليني ( رحمه الله ) : إسحاق ، قال : حدّثني علي بن زيد بن علي بن الحسين بن علي ، قال : كان لي فرس ، وكنت به معجباً أكثر ذكره في المحالّ ، فدخلت على أبي محمّد ( عليه السلام ) يوماً ، فقال لي : ما فعل فرسك ؟ فقلت : هو عندي ، وهو ذا هو على بابك ، وعنه نزلت . فقال ( عليه السلام ) لي : استبدل به قبل المساء إن قدرت على مشتر ولا تؤخّر ذلك . ودخل علينا داخل ، وانقطع الكلام ، فقمت متفكّراً ومضيت إلى منزلي ، فأخبرت أخي الخبر . فقال : ما أدري ما أقول في هذا ، وشححت به ونفست على الناس ببيعه ، وأمسينا ، فأتانا السائس وقد صلّينا العتمة ، فقال : يا مولاي ! نفق فرسك ، فاغتممت ، وعلمت أنّه ( عليه السلام ) عنى هذا بذلك القول .
[1] أبر أبراً ، وإباراً : أهلكه ، المنجد : 1 ، ( أبر ) ، وفي لسان العرب : . . . فقال الناس : لو عرفنا أبرنا عترته ، أي أهلكناهم ، راجع المجلّد : 4 / 5 . وبار يبور بوراً وبواراً : هلك وأباره : أهلكه . المنجد : 54 ( بار ) . [2] إثبات الهداة : 3 / 570 ، ح 685 ، عن كتاب إثبات الرجعة لابن شاذان . قطعة منه في ( إنّ قتل الجبابرة بيد المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف ) ، و ( علّة عداوة بني أُميّة وبني العبّاس للأئمّة ( عليهم السلام ) ) .