فقال : من أين أقبلت ؟ قال : من سرّ من رأى ، قال : هل تعرف درب كذا ، وموضع كذا ؟ قال : نعم ! فقال : عندك من أخبار الحسن بن علي شيء ؟ قال : لا ! قال : فما أقدمك الجبل ؟ قال : طلب الفضل . قال : فلك عندي خمسون ديناراً ، فاقبضها وانصرف معي إلى سرّ من رأى حتّى توصلني إلى الحسن بن علي ( عليهما السلام ) . فقال : نعم ! فأعطاه خمسين ديناراً ، وعاد العلوي معه فوصلا إلى سرّ من رأى ، فاستأذنّا على أبي محمّد ( عليه السلام ) ، فأذن لهما ; فدخلا وأبو محمّد ( عليه السلام ) قاعد في صحن الدار ، فلمّا نظر إلى الجبلي قال له : أنت فلان بن فلان ؟ قال : نعم ! قال : أوصى إليك أبوك ، وأوصى لنا بوصيّة فجئت تؤدّيها ، ومعك أربعة آلاف دينار ، هاتها ؟ فقال الرجل : نعم ! فدفع إليه المال . ثمّ نظر إلى العلوي ، فقال : خرجت إلى الجبل تطلب الفضل فأعطاك هذا الرجل خمسين ديناراً ، فرجعت معه ، ونحن نعطيك خمسين ديناراً ، فأعطاه [1] . ( 359 ) 12 - الحرّ العاملي ( رحمه الله ) : حدّثنا عبد اللّه بن الحسين بن سعد الكاتب ، قال : قال أبو محمّد ( عليه السلام ) : قد وضع بنو أُميّة وبنو العبّاس سيوفهم علينا لعلّتين : إحديهما أنّهم كانوا يعلمون أنّه ليس لهم في الخلافة حقّ ، فيخافون من ادّعائنا إيّاها وتستقرّ في مركزها .
[1] كشف الغمّة : 2 / 426 ، س 14 . عنه حلية الأبرار : 5 / 105 ، ح 11 ، بتفاوت يسير ، وإثبات الهداة : 3 / 428 ، ح 106 ، والبحار : 50 / 295 ، س 1 ، ضمن ح 69 ، بتفاوت يسير . قطعة منه في ( مطالبته ( عليه السلام ) ما أوصى به الميّت ) ، و ( إعطاؤه ( عليه السلام ) الدنانير ) ، و ( حكم مطالبة ما أوصى به الميّت ) .