نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 7
المشاريع التاريخية تحت عنوان « المكتمات » فقد جاءت عبارة الطبري عند روايته لهذه المقطوعة بقوله : وكان مما قيل من الشعر في ذلك [ أي في وثبة التوابيين وجهادهم ضد الحكم الأموي ] قول أعشى همدان ، وهي احدى المكتمات كنّ يكتمن في ذلك الزمان ، ثم روى قصيدته كاملة [1] . وتبعه على ذلك ابن الأثير في كامله بقوله عند روايته لقصيدة أعشى همدان حيث قال : قال أعشى همدان في ذلك وهي مما يكتم ذلك الزمان [2] . ثم روى قصيدته كاملة كذلك . إذن فالظرف السياسي قد أسس لوناً أدبياً خاصاً سمي « بالمكتمات » ، كانت تعبيراً عن نفس مكتوم يُنفّس الشاعر به عن هواجسه واحساساته ، ثم هو خلاصة لتاريخ مقهور وحق ممتهن . وإذا كانت المكتمات الأدبية قد اختفت لفترة سياسية معينه ثم أظهرت المشاريع التاريخية وسجّلتها الجهود الثقافية ، فان « مكتّمات أدبية » تعاني من قهر ثقافي لا زال متسلطاً على المشروع الأدبي ، يكتم أنفاسه أو يخفيه تحت معذّرات تبريرية ، كالحفاظ على وحدة الأمة وعدم الإثارة لتاريخ انتهى ، لا حاجة لنا في اعادته ، إلى غير ذلك من التبريرات الانهزامية التي تُلغي تراثاً أدبياً وحقائق تاريخية ، هكذا هي قصائد هذا الكتاب مكتّمات دائمة لم يُرفع عنها المحذور ، ولا تتمتع بحقها المسموع ، تلغيها الجهود الثقافية ، وتكتمها المشاريع التاريخية ، فثقافة المأساة الفاطمية لا تزال تدخل تحت عناوين الحظر الأدبي الذي من خلاله أسست بعض المدارس الثقافية محاولات اخفاء تقليدية كانت جهودها منصبّة لمسح القضية التاريخية بحجة الحفاظ على وحدة الأمة وسلامتها من
[1] انظر تاريخ الطبري 4 : 472 مطبعة الاستقامة بالقاهرة 1939 م . [2] راجع ابن الأثير في الكامل 3 : 345 دار الكتاب العربي بيروت ط 5 1985 م .
7
نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 7