responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 23


ذلك ليطالبوا علياً بالبيعة وإلا حرّقوا عليه الدار ، وان كانت فاطمة فيها ، فمن هي فاطمة في سنّةِ القوم ؟ أليس هو الانقلاب الذي يتطلب الاجهاز على أية حركة تصده ؟ وهل غير المجازفة العسكرية التي تأخذ بالقوم إلى أبعد من ذلك ليضربوا فاطمة ويسقطوا ما في أحشائها ويباغتوا علياً وأصحابه بالدخول ؟ فالوقت لا يسمح بالتأمل في عواقب الأمور ، والمجازفة لا ترتضي التسامح في القرارات ، فاما النصر على حساب المبادئ والأعراف ، وأما الهزيمة على حساب السلطة والجاه .
هذه هي السقيفة ، وهذه تحركاتها ، فهي إذن حالةٌ طبيعية في أعراف الانقلاباتِ العسكرية والمناوراتِ السياسية ، وهي طبيعيةٌ إذن في مفهومِ الوثوبِ على قضية لم يُذعنَ الناسُ لها ، فالثوابتُ لا زالت هي نفسُ الثوابتِ التي درج عليها المسلمون ، والاعرافُ هي نفسُ الأعراف التي أذعن إليها المسلمون ، والذاكرةُ لم تُغيّرها الخطبُ والمهاترات ، والجدال وتزويق الالفاظ لا يلغي ما ارتكز عند المهاجرين والأنصار من النصوص الواضحة الجلية ، ففي علي حفظ كل المسلمين وقائع الاستخلاف ، وفي علي روى كل واحد منهم منقبةً أو فضيلةً ، وفيه جرت على يد كل منهم مكرمة نبوية جليلة ، فكيف والحال هذه يقنع المسلمون الخلافة في غير علي ، وكيف بعد ذلك كله يأخذ المسلمون من غير علي أحكامهم وقد شهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) له بالقضاء والعلم والزهد والشجاعة ومن ثم شهد له بأنه يحب الله ورسوله كما يحبه الله ورسوله ؟ هذه هي حيثيات أحقية علي للخلافة ، شهادة الكل بأنه إمام الكل ، وتلك هي حيثيات الانقلابات العسكرية ، تحركٌ سريع من السقيفة إلى المسجد حتى دار علي ، تشاورٌ سريع ومباغتة الأنصار لأخذ البيعةِ ،

23

نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست