نام کتاب : مودة أهل البيت ( ع ) نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 6
يطرق باب بيت علي وفاطمة فجر كل يوم ويقول : " الصلاة الصلاة . . ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ) . وهم الذين أمرنا بالصلاة عليهم معه كلما ذكر النبي صلى الله عليه السلام إذ قال : " قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم " . وليس ينفك هذا الحب عن صدق الولاء وحسن الاهتداء والاقتداء بالهدي الذي كانوا عليه ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله . . . ) فكما كان الحب مقدمة أولى للاتباع ، فإن الاتباع شرطا لازم ومصداق أكيد للحب الصادق . . وإلا كان مجرد دعوى قاصرة عن بلوغ معناها وغايتها . ومن هنا كان حب أهل بيت النبي صلى الله عليه السلام مقدمة لحسن اتباعهم والسير على نهجهم واقتفاء أثرهم ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : " إني تارك فيكم ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، كتاب الله . . وعترتي أهل بيتي " فلم يكن الحب الذي من علاماته الاحترام لهم والتأدب معهم وميل القلب إلى ذكرهم . . لم يكن لوحده غاية ما لم تتحقق لوازمه ومصاديقه في اتباع نهجهم والاهتداء بهديهم والذب عنهم ، وبدون هذا سيبقى مفهوما قاصرا لم يحقق معناه ولم يبلغ أهدافه ومقاصده . من كل هذا أصبح هذا النوع من الحب ، حب الله وحب رسوله وحب أهل بيت رسوله ، مبدأ رساليا كبيرا يتضمن أبعادا مهمة وخطيرة في حياة الفرد والمجتمع ، فهو المفتاح في علاقة الفرد والأمة بتعاليم السماء ، على هذا دلنا الله تعالى ورسوله ، وبه أمرنا ، لا لقرب لحمتهم من النبي صلى الله عليه السلام وحسب ، على ما في هذا من شرف رفيع ، بل لأنهم عيبة علمه وحملة أمانته والمصطفين على الناس من بعده شرفا وعلما وحكمة وهديا . وفي هذا الكتاب نحاول الاقتراب أكثر فأكثر إلى معرفتهم ومعرفة حقهم الثابت علينا ، فكل ذلك من المعارف الضرورية التي لا غنى لمسلم عنها . والله من وراء القصد ، وهو الهادي إلى سواء الصراط مركز الرسالة
6
نام کتاب : مودة أهل البيت ( ع ) نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 6