العالم ، وليس فيه آثار الرحمة والانسانية بل هم جمادات متحركة شريرة سجلوا لأنفسهم في التاريخ أكبر العار ، وأسوء الأعمال ، وأفظع الافعال عاملهم الله بجرائمهم أشد العقاب ( 1 ) . ويقول الشيخ عبد الوهاب النجار من علماء الأزهر في مصر تنديدا بقتلة الحسين ( عليه السلام ) : لعن الله الفسق والفساق لقد سودوا صحائف التاريخ وسجلوا على أنفسهم الجرائم الكبرى التي لا تغتفر ولا تنسى مدى الدهر فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ( 2 ) ويقول العلامة القرشي : " ولم تشاهد أمة من الأمم محنة أوجع ولا أفجع من كارثة كربلاء ، فلم تبق رزية من رزايا الدهر ، ولا فاجعة من فواجع الدنيا إلا جرت على سبط رسول الله وريحانته . . . وقد ألهبت رزاياه العواطف حزنا وأسى وأثارت اللوعة حتى عند أقل الناس إحساسا وأقساهم قلبا وقد أثرت على الباغي اللئيم عمر بن سعد ، فراح يبكي من أهوال ما جرى على الإمام الحسين من فوادح الخطوب . . . وقد وصفها الإمام الرضا ( عليه السلام ) : " ان يوم الحسين أقرح جفوننا وأذل عزيزنا . . " . نعم . . أليس ذلك من قوة الأخلاق العظيمة وأثرها البناء الذي علمها الحسين ( عليه السلام ) أصحابه ؟ والمعاني الأخلاقية بصفتها الإلهية تخلد النماذج العملية الوفية لها دائما ، مما تدلنا على ضرورة التعلم في هذه المدرسة الحسينية المؤيدة برعاية الله الدائمة .
1 - بالفارسية كتاب ( پرتوي از عظمت حسين / ص 447 ) نقلا عن فهرست الكامل لابن أثير 2 - نفس المصدر .