responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من أخلاق الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : عبد العظيم المهتدي البحراني    جلد : 1  صفحه : 264


وأخيرا . . نعم للوفاء بأخلاق الحسين ( عليه السلام ) أبدا . . ما مات الحسين ( عليه السلام ) لأن الأخلاق التي تعلقت بشخصية الحسين العظيمة قد تعلقت بالحقيقة الباقية المستمدة من بقاء الله الحق . فلولا وفاء الحسين لدين الله وولاؤه لأخلاقية الله لما كان يضحي محبوه على امتداد القرون بعده ما عندهم من غال ورخيص في سبيل استقامة الدين والأخلاق وهداية الناس إلى الحق . ولما كان يهتدي إلى ذلك المسلمون وغير المسلمين . وهذا من ثمرة الأخلاق الدينية التي مارسها الحسين ( عليه السلام ) في حياته مع الناس .
وهنا ننقل مثالا واحدا من بين ما لا يعده من الأمثلة الا الله تعالى ، فقد ذكر المؤرخون أن عبيد الله بن زياد - لعنه الله - بعد ما عرض عليه رأس الحسين ( عليه السلام ) ، دعا بخولي بن يزيد الأصبحي - لعنه الله - وقال له : خذ هذا الرأس حتى أسألك عنه .
فقال : سمعا وطاعة ، فأخذ الرأس وانطلق به إلى منزله ، وكان له امرأتان أحدهما ثعلبية والاخرى مضرية ، فدخل على المضرية ، فقالت : ما هذا ؟
فقال : هذا رأس الحسين بن علي ( عليهما السلام ) وفيه ملك الدنيا .
فقالت له : أبشر ، فإن خصمك غدا جده محمد المصطفى ، ثم قالت : والله لا كنت لي ببعل ولا أنا لك بأهل ، ثم أخذت عمودا من حديد وأوجعت به دماغه .
فانصرف من عندها ، وأتى به إلى الثعلبية ، فقالت : ما هذا الرأس الذي معك ؟
قال : رأس خارجي خرج على عبيد الله بن زياد .
فقالت : وما اسمه ، فأبى أن يخبرها ما اسمه ، ثم تركه على التراب وجعله على إجانة ( 1 ) .
قال : فخرجت امرأته في الليل فرأت نورا ساطعا من الرأس إلى عنان السماء ، فجاءت إلى الإجانة فسمعت أنينا ، وهو يقرأ إلى طلوع الفجر ، وكان آخر ما قرأ : * ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) * ( 2 ) وسمعت حول الرأس دويا كدوي الرعد ، فعلمت أنه تسبيح الملائكة .


1 - الإجانة : إناء تغسل فيه الثياب ( يشبه الطشت ) . 2 - الشعراء : 227 .

264

نام کتاب : من أخلاق الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : عبد العظيم المهتدي البحراني    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست