responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من أخلاق الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : عبد العظيم المهتدي البحراني    جلد : 1  صفحه : 254


قال : وما هي ؟
قال : " تتركني حتى ارجع إلى المدينة إلى حرم جدي رسول الله " .
قال : ما لي إلى ذلك سبيل .
قال : " أسقوني شربة من الماء فقد نشفت كبدي من الظمأ " .
فقال : ولا إلى الثانية سبيل .
قال : " وإن كان لابد من قتلي فليبرز إلى رجل بعد رجل " .
فقال : ذلك لك .
فحمل على القوم ، ( 1 ) ورشقوه بالسهام حتى صار كالقنفذ ، فأحجم عنهم - أي كف عنهم - فكأنه ( عليه السلام ) ضعف ، فوقفوا بازائه ، فخرج إليه تميم بن قحطبة وهو من أمراء الشام في تلك الحالة ، قال يا ابن علي إلى متى الخصومة وقد قتل أولادك ومواليك وأنت بعد تضرب بالسيف مع عشرين ألفا ؟ !
فقال ( عليه السلام ) : " انا جئت إلى محاربتكم أم أنتم جئتم إلى محاربتي ، انا منعت الطريق عنكم أم أنتم منعتموه عني ، وقد قتلتم إخوتي وأولادي ، وليس بينكم وبيني إلا السيف " .
فقال اللعين : فلا تكثر المقال فتقدم إلي حتى أرى ما عندك .
فصاح الحسين ( عليه السلام ) صيحة عظيمة وسل السيف وضرب عنقه ، فتبعد خمسين ذراعا ، فاضطرب العسكر وصاح يزيد الأبطحي ( لعنه الله ) : ويلكم انكم عجزتم عن رجل واحد تفرون عنه ثم برز إلى الإمام ( عليه السلام ) وكان اللعين مشهورا بالشجاعة ، فلما رآه العسكر أظهروا البشاشة والسرور ، فصاح ( عليه السلام ) به : " ألا تعرفني تبرز إلي كمن لاخوف له " فلم يجبه اللعين وسل سيفه على الإمام ، فسبقه الامام وضرب على وسطه بالسيف فقده نصفين . ( 2 ) قال بعض الرواة : فوالله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا منه ، وإن كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها بسيفه ، فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب ، ولقد كان يحمل فيهم ولقد تكملوا ثلاثين ألفا ، فيهزمون بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ، ثم يرجع إلى مركزه ، وهو يقول : " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " . ( 3 )


1 - المنتخب للطريحي : 439 ، تظلم الزهراء : 250 ، الدمعة الساكبة 4 : 341 ، اسرار الشهادة : 409 . 2 - معالي السبطين 2 : 30 . 3 - اللهوف : 51 ، بحار الأنوار 45 : 50 ، العوالم 17 : 293 .

254

نام کتاب : من أخلاق الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : عبد العظيم المهتدي البحراني    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست