وتبكي عليهم " . ثم لزمه بيده ( عليه السلام ) وصاح بأعلى صوته : " يا زينب ويا أم كلثوم ويا سكينة ويا رقية ويا فاطمة ، اسمعن كلامي واعلمن ان ابني هذا خليفتي عليكم ، وهو امام مفترض الطاعة " . ثم قال له : " يا ولدي بلغ شيعتي عني السلام فقل لهم : ان أبي مات غريبا فاندبوه ومضى شهيدا فابكوه " . ( 1 ) نعم . . إن هذا الموقف الذي ثبته الحسين ( عليه السلام ) وابنه علي ( زين العابدين ) لموقف مشحون بالعاطفة والمودة والتعاون والتضامن بآدابها الممتازة ، وهي مفردات أخلاقية ينبغي لنا التزامها في كل المواقف المشابهة . غريبون عن أوطانهم وديارهم * تنوح عليهم في البراري وحوشها وكيف ولا تبكي العيون لمعشر * سيوف الأعادي في البراري تنوشها بدور توارى نورها فتغيرت * محاسنها ترب الفلاة تعوشها ( 2 ) * الدروس المستفادة هنا : 1 - إن الأخلاق الكريمة أصمد القيم في الإنسان العقائدي . 2 - إن قول الحقيقة يعني احترام الأمانة والإنسان ذا العلاقة بها . 3 - الوصية بالقيم وفي أصعب ساعات الحياة قيمة لابد منها في رسالة الحياة الأخلاقية . 4 - تخليف الفرد الكفوء لحمل الأمانة وإبلاغ الرسالة أخلاقية ربانية . 5 - لابد من تجاوز الزمن ، والتحدث مع الأجيال بلا حواجز الأيام الحاضرة ، فهذا هو رسالة الأخلاقيين الباقية . E / في إتمام الحجة وقوة الاستقامة حينما يكون الحقد والدناءة والخساسة من رذائل الأخلاق ، يجاهد صاحب الفضائل الأخلاقية بكل ما أوتي من حكمة وحجة لينقذ عدوه من رذائله ، لأن عملية الانقاذ بنفسها واحدة من الفضائل ، هذا ما تحلى به الإمام الحسين ( عليه السلام ) لما أقبل على عمر بن سعد وقال له : " أخيرك في ثلاث خصال " .
1 - الدمعة الساكبة 4 : 351 ، معالي السبطين 2 : 22 ، ذريعة النجاة : 139 . 2 - معالي السبطين ج 1 ص 281 ، قالها الحسين ( عليه السلام ) في رثائه على ابن أخيه القاسم بن الحسن ( عليه السلام ) .