نام کتاب : مكتبة الطالب 4 - تفسير آيات الغدير الثلاث نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي جلد : 1 صفحه : 87
والنتيجة الأولى التي يصل المتأمل أن أصل الحديث مستوفٍ لشروط الصحة ، فمهما كان الباحث بطئ التصديق ، وأجاز لنفسه اتهام الشيعة بأنهم وضعوها في مصادرهم ، فلا يمكنه أن يفسر وجودها في مصادر السنة ورواية عدد من أئمتهم لها ، وتبني بعضهم لها . نعم قد يعترض متعصبٌ بأن هؤلاء الأئمة السنيين رووه عن أئمة أهل البيت عليهم السلام . وجوابه أولاً ، أن طرق الحديث فيها عن حذيفة ، وأبي هريرة ، وابن وقاص وغيره . وأن مقام أهل البيت عليهم السلام عند السنة لا يقل عن مقام كبار أئمتهم ، خاصة الإمامين الباقر والصادق ‘ اللذين يروي عنهما عدد من كبار أئمتهم كأبي عبيد والسفيانين والزهري ومالك وأحمد ، وغيرهم . والنتيجة الثانية أن الحادثة التي روتها هذه الأحاديث لا يمكن أن تكون واحدة بل متعددة ، بسبب تعدد الأسماء ، والتصحيف يصح في بعضها لا في جميعها ، وبسبب نوع العقوبة ، والأمكنة ، والأزمنة ، والقرائن المذكورة في روايات الحديث . فرواية أبي عبيد والثعلبي وغيرها تقول إن الاعتراض والحادثة وقع في المدينة أو قربها ، وإن العذاب كان بحجرٍ من سجيل ، ورواية أبي هريرة وغيرها تقول كان في نفس غدير خم بعد خطبة النبي صلى الله عليه وآله ، وإن العقوبة كانت بنارٍ نزلت من السماء ، وبعضها يقول إنها كانت بصاعقة . نموذج من تفسير علماء الخلافة لآية : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِع قال الشوكاني في فتح القدير : 5 / 352 : ( وهذا السائل هو النضر بن الحارث حين قال : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . وهو ممن قتل يوم بدر صبراً . وقيل : هو أبو جهل . وقيل : هو الحارث بن النعمان الفهري . والأول أولى لما سيأتي ) . انتهى . وقصده بما يأتي ما ذكره / 356 ، من رواياتهم التي تثبت أن السورة مكية وأن صاحب العذاب الواقع هو النضر ، وليس ابنه جابراً ، ولا الحارث الفهري قال : ( وقد أخرج الفريابي وعبد بن حميد والنسائي وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : سأل سائل ، قال : هو النضر بن الحارث قال : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ
87
نام کتاب : مكتبة الطالب 4 - تفسير آيات الغدير الثلاث نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي جلد : 1 صفحه : 87