مسعود باطل ليس بصحيح ، ففيه نظر ، وقد سبقه لنحو ذلك أبو محمد بن حزم فقال في أوائل المحلى : ما نقل عن بن مسعود من إنكار قرآنية المعوذتين فهو كذب باطل ، وكذا قال الفخر الرازي في أوائل تفسيره : الأغلب على الظن أن هذا النقل عن ابن مسعود كذب باطل . والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل ، بل الرواية صحيحة والتأويل محتمل والإجماع الذي نقله إن أراد شموله لكل عصر فهو مخدوش ، وإن أراد استقراره فهو مقبول ) . انتهى . لكن لا تقبل منهم ذلك ! لأنهم رووا مقابله أحاديث تنفي قرآنيتهما بأسانيد في أعلى درجات الصحة ! روى أحمد : 5 / 129 : ( عن زر بن حبيش قال قلت لأبيّ بن كعب : إن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه ! فقال أشهد أن رسول الله أخبرني أن جبريل قال له : قل أعوذ برب الفلق فقلتها ، فقال قل أعوذ برب الناس فقلتها فنحن نقول ما قال النبي ) . ومجمع الزوائد : 7 / 149 ، وصححه ، والبيهقي : 2 / 394 ( عن أبي بن كعب قال : سألت رسول الله عن المعوذتين فقال قيل لي فقلت . فنحن نقول كما قال رسول الله ) ! انتهى . ومعناه أن النبي صلى الله عليه وآله لم يصرح بأن المعوذتين من القرآن بل قال : قال لي جبرئيل : قل أعوذ . . فقلت ! ولم ينص جبرئيل على أنهما من القرآن ، فقد تكونان عَوْذَتين ليُعَوِّذَ بهما الحسنين عليهما السلام ! ومعناه نفي قرآنيتهما لأنها القرآنية